ترامب يمزح من على سطح البيت الأبيض: أبحث عن مكان لنشر الصواريخ النووية
ترامب يمزح حول نشر الصواريخ النووية على سطح البيت الأبيض

في مشهد جديد يُضاف إلى سجلّ تصريحاته المثيرة للجدل، صعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الثلاثاء، إلى سطح قاعة الإيجاز الصحفي في البيت الأبيض، ليتفقد موقع مشروع بناء قاعة رقص فاخرة، ولم يفوّت الفرصة ليطلق مزحة من العيار الثقيل: “أبحث عن مكان لنشر الصواريخ أو الصواريخ النووية”، قالها ممازحًا، أمام عدسات الصحفيين الذين كانوا يراقبون الجولة غير الاعتيادية من الأسفل.
جولة فوق السقف.. ومزحة ثقيلة في توقيت حساس
قضى ترامب قرابة 20 دقيقة على السطح، برفقة حراسه ومساعديه، حيث استعرض التطورات الجارية في مشروع إنشاء قاعة احتفالات جديدة بتكلفة تبلغ نحو 200 مليون دولار، تم الإعلان عنها رسميًا الأسبوع الماضي. وبينما كانت الأجواء روتينية نسبيًا، خطف ترامب الأضواء كعادته، عندما أطلق تصريحه النووي المازح.
ورغم أن الحديث جاء على سبيل الفكاهة، فإن المزحة لم تمر مرور الكرام، خاصة في ظل سياقات سياسية دولية متوترة، حيث تخوض واشنطن ملفات شائكة مع كل من الصين وروسيا وكوريا الشمالية، بينما لا تزال تداعيات استخدام خطاب عسكري متشنج تشكل مصدر قلق في العلاقات الدولية.
مشروع القاعة الفاخرة.. رفاهية رئاسية في زمن التقشف؟
تصريحات ترامب جاءت خلال جولة لتفقد المشروع الفخم الذي يثير جدلاً واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية الأمريكية، لا سيما وأنه يُنفذ في وقت تزداد فيه الانتقادات بشأن إنفاق الأموال الفيدرالية، في ظل استمرار الأزمة الاقتصادية والمعيشية لدى قطاعات واسعة من الأمريكيين.
وبحسب بيان صادر عن البيت الأبيض، فإن مشروع قاعة الرقص يأتي ضمن “تطوير المرافق التاريخية للبيت الأبيض”، ويهدف إلى استضافة فعاليات ومناسبات رسمية ووطنية بطريقة أكثر “أناقة وتمثيلاً لقوة الدولة”. إلا أن منتقدي الرئيس يرون فيه استعراضًا للثروة والسلطة، وسط تجاهل للتحديات المحلية.
النووي في عقل ترامب: مزاح أم انعكاس لذهنية مقلقة؟
ليست هذه المرة الأولى التي يستخدم فيها ترامب مصطلحات نووية في مواقف علنية، حتى ولو جاءت في سياق ساخر. ففي ولايته الأولى، كان قد تباهى بحجم “الزر النووي الأمريكي”، خلال تبادل التهديدات مع كوريا الشمالية. واليوم، وبعد عودته إلى البيت الأبيض في 2024، ما زال يوظف الخطاب العسكري في خطاباته وحتى في مزاحه.
ويرى محللون أن هذه المزحات، وإن بدت فكاهية في ظاهرها، تعكس جزءًا من عقلية ترامب السياسية، المبنية على مفاهيم “القوة الصلبة”، والتلويح الدائم بالردع العسكري، حتى في المساحات التي يُفترض أن تكون رمزية، كحديقة الزهور أو سطح البيت الأبيض.
ما بعد المزحة: صدى إعلامي وانتقادات متوقعة
وفيما لم تصدر تعليقات رسمية من وزارة الدفاع أو المؤسسات الأمنية حول التصريح، يُتوقع أن تثير “نكتة الصواريخ” موجة جديدة من التغطيات الإعلامية، وردود الفعل المعارضة، خاصة من خصوم ترامب الديمقراطيين، الذين دأبوا على وصفه بـ”غير المؤهل للقيادة النووية”.
وفي خضم هذه التفاعلات، تظل الصورة الأبرز: رئيس أمريكي واقف على سطح البيت الأبيض، يخطط لقاعة رقص بملايين الدولارات، ويمزح بإمكانية نشر صواريخ نووية هناك. مشهد يجمع بين الكوميديا السياسية وسردية “ترامب الاستثنائي”، التي لا تنفك تُعيد نفسها في كل موقف