عربي وعالمي

إسرائيل توسع هجومها على غزة وسط إدانة دولية لمخطط استيطاني في الضفة

أعلنت إسرائيل توسيع عملياتها العسكرية في مدينة غزة في إطار ما تسميه المرحلة الثانية من عملية “مركبات جدعون”، في وقت أثار قرارها بالمضي قدمًا في إنشاء كتلة استيطانية ضخمة بالضفة الغربية موجة من الإدانات الدولية، على رأسها موقف وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، الذي وصف المشروع بأنه “خرق صارخ للقانون الدولي” يقوض حل الدولتين.

 

العمليات العسكرية في غزة

 

أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إيفي دفرين، أن القوات الإسرائيلية بدأت مرحلة جديدة من عملياتها في مدينة غزة التي تعتبر – بحسب وصفه – “معقلًا عسكريًا لحماس”. وأضاف أن القوات تتحرك بالفعل في أطراف المدينة، لا سيما في حي الزيتون، تمهيدًا لاقتحام أوسع.

كما أعلن الجيش استدعاء 60 ألفًا من جنود الاحتياط، في خطوة تعكس نية إسرائيل تكثيف هجومها رغم الضغوط الداخلية والخارجية. وجاء ذلك بعد هجوم نفذته مجموعة صغيرة من مقاتلي حماس ضد موقع إسرائيلي، اعتبرته تل أبيب ذريعة لتوسيع الهجوم.

 

الوضع الإنساني وردود الفعل الفلسطينية

 

مع تصاعد القصف الإسرائيلي، فر آلاف الفلسطينيين من شمال القطاع وسط تحذيرات من تفاقم المجاعة ونقص الإمدادات الأساسية. وأدانت حركة حماس العملية معتبرة أنها “تجاهل صارخ” لجهود الوسطاء للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار وتبادل أسرى.

 

الإدانات الدولية

 

الأردن: وزير الخارجية أيمن الصفدي اتهم إسرائيل بارتكاب “مجازر وتجويع” بحق سكان غزة، محذرًا من القضاء على فرص السلام.

 

فرنسا: الرئيس إيمانويل ماكرون وصف الهجوم المرتقب بأنه “كارثة حقيقية” قد تدفع المنطقة إلى حرب دائمة.

 

ألمانيا: عبرت برلين عن “صعوبة متزايدة” في فهم كيفية مساهمة العمليات في تحرير الرهائن أو تحقيق وقف لإطلاق النار.

 

الأمم المتحدة: الأمين العام أنطونيو غوتيريش حذر من أن السياسات الإسرائيلية في غزة والضفة “تقضي على آمال حل الدولتين”.

 

الاستيطان في الضفة الغربية

 

بالتوازي مع التصعيد العسكري، وافقت اللجنة العليا للتخطيط في إسرائيل على مشروع “E1” لبناء كتلة استيطانية ضخمة شرق القدس، تربط مستوطنة معاليه أدوميم بالقدس الغربية.

وزير المالية اليميني المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، أكد صراحة أن المشروع يهدف إلى منع إقامة دولة فلسطينية، معلنًا خططًا لبناء 3,400 وحدة استيطانية جديدة.

وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي كتب على منصة “إكس” أن المشروع “سيقسم الدولة الفلسطينية إلى شطرين ويقوض حل الدولتين بشكل خطير”.

 

المعارضة الداخلية في إسرائيل

 

رغم التصعيد، يواجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ضغوطًا داخلية متزايدة؛ إذ خرجت مظاهرات حاشدة في تل أبيب ومدن أخرى تطالب بوقف الحرب والتوصل إلى صفقة لإعادة الأسرى.

وتتهم عائلات الرهائن ورجال أمن سابقون الحكومة بإطالة أمد الحرب لأغراض سياسية على حساب حياة 50 أسيرًا ما زالوا محتجزين في غزة، يُعتقد أن نحو 20 منهم على قيد الحياة.

 

خلاصة

 

تصعيد إسرائيل العسكري في غزة بالتزامن مع إقرار خطة استيطانية كبرى في الضفة يعكس تحديًا واسعًا للمجتمع الدولي، ويزيد من عزلة تل أبيب في وقت تتزايد فيه التحذيرات من كارثة إنسانية واندثار آمال التسوية السياسية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى