اخبار عاجلة

ترامب يهاجم الجامعات العامة الأميركية: حصر الاستهداف في “أراضي العدو”

مع اقتراب انتهاء فصل الصيف في الولايات المتحدة، تبدو جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس (UCLA) هادئة. الطلاب يتجولون في الحرم، واللوحات التي تبرزها كأفضل جامعة عامة في البلاد تتألق على المباني. لكن الهدوء يخفي أزمة كبيرة: فقد جمّد وزير العدل الأميركي 584 مليون دولار من منح البحوث من مؤسسات مثل National Science Foundation وNIH، متهمًا الجامعة بأنها كانت “غير مكترثة عمداً” بمضايقات معادية للسامية تعرض لها الطلاب اليهود والإسرائيليون أثناء احتجاجات العام الماضي ضد الحرب في غزة.

 

الضغوط والابتزاز المالي

 

طلب الرئيس السابق دونالد ترامب لإطلاق التمويل يتضمن شروطاً شديدة: تخصيص مليار دولار إضافي (ما يعادل نحو 9% من ميزانية UCLA السنوية)، حظر الاعتصامات الليلية، وتغييرات متعددة تهدف إلى تقييد برامج التنوع والمساواة (DEI). ويصف مراقبون هذه المطالب بأنها ابتزاز، وتهدف إلى إجبار الجامعة على الامتثال دون مقاومة.

 

الجامعات العامة كهدف جديد

 

في حين كان ترامب يهاجم الجامعات الخاصة النخبوية مثل هارفارد وكولومبيا، فإن استهداف UCLA يمثل مرحلة جديدة: الضغط على الجامعات العامة في الولايات الديمقراطية. هذه الجامعات تضم غالبية الطلاب في الولايات المتحدة، وتشكل ثلاثة أرباع الطلاب تقريبًا، ما يعني أن أي ضرر يلحق بها سيكون له آثار واسعة على التعليم والبحث العلمي على مستوى البلاد.

 

البنية البحثية والتمويل

 

الجامعات العامة ليست ضعيفة البحث العلمي: من بين أكثر عشر جامعات تحصل على منح من NSF، سبع منها عامة وثلاث ضمن نظام جامعة كاليفورنيا، بما في ذلك UCLA في المرتبة السابعة، مقابل هارفارد 15 وكولومبيا 19. هذا يبرز أهمية الجامعات العامة ليس فقط في التعليم، بل في توليد المعرفة والبحث العلمي الذي يخدم القطاع العام والمجتمع.

 

ردود فعل المسؤولين المحليين

 

مجلس حكام نظام جامعة كاليفورنيا، بقيادة حاكم كاليفورنيا الديمقراطي غافين نيوسوم، لم يخف موقفه: “سنقاضي”، في إشارة إلى رفض الاستسلام لشروط الحكومة الفيدرالية. بعض الجامعات الأخرى مثل كولومبيا وبراون اختارت التوصل لاتفاقات لاستعادة التمويل، ما يظهر انقسام الاستراتيجيات بين المؤسسات.

 

التجارب السابقة في الجامعات الأخرى

 

جامعة واشنطن: الرئيسة السابقة اختارت “البراغماتية” لتجنب التصادم مع الإدارة الفيدرالية بعد تباطؤ منح البحوث.

 

جامعة ميامي دايد في فلوريدا: لم تواجه أي مشاكل، إذ أن سياسات الولاية تتوافق مع ترامب، والتمويل الفيدرالي يغطي نحو 60% من الطلاب.

 

جامعة ألاباما في برمنغهام: تم تجميد بعض منح NIH، لكن جهود أعضاء الكونغرس، مثل السيناتور كاتي بريت، ساهمت في رفع التجميد وإعادة التمويل.

 

جامعة أوهايو الحكومية: خسرت بعض التمويل الفيدرالي لكنها حافظت على برامج الدكتوراه، بفضل التزامها بالمهمة التعليمية وتجنب السياسة، مع إدارة صارمة لأي احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين.

 

انعكاسات محتملة على الجامعات العامة

 

الأزمة الحالية في UCLA أصبحت نموذجًا يراقبه بقية القائمين على الجامعات العامة، الذين بدأوا ممارسة الرقابة الذاتية لتجنب صدامات مع الإدارة الفيدرالية. في الولايات التي تديرها أحزاب صديقة لترامب، يبدو أن الجامعات في مأمن نسبي، فيما يزيد الضغط على المؤسسات في الولايات الديمقراطية.

 

الخلاصة

 

استهداف الجامعات العامة يمثل تحولًا في استراتيجية ترامب: الانتقال من الجامعات النخبوية الخاصة إلى المؤسسات التي تخدم الغالبية من الطلاب والباحثين، وبالتالي توسيع نطاق التأثير السياسي والبحثي. ما يحدث في UCLA قد يكون مؤشرًا على كيفية إدارة الصراعات بين الحكومة الفيدرالية والجامعات العامة في السنوات المقبلة، وتأثير ذلك على التمويل البحثي، برامج التنوع، وحريات التعبير داخل الحرم الجامعي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى