أكملت وزارة الدفاع اليابانية عملية نقل جميع طائراتها الـ17 من طراز V-22 أوسبري التابعة لقوات الدفاع الذاتي البرية إلى قاعدة “ساغا” في محافظة ساغا، منهية بذلك فترة تمركزها المؤقت في قاعدة “كيسارازو” بمحافظة تشيبا. هذا التحرك يأتي في إطار ما يُعرف بـ”التحول نحو الجنوب الغربي”، وهو جزء من استراتيجية طوكيو لإعادة تموضع قواتها تحسبًا لسيناريوهات طارئة في المنطقة، بما في ذلك احتمال وقوع أزمة متعلقة بتايوان، حيث تتزايد التوترات الإقليمية في ظل تصاعد التحركات العسكرية الصينية.
تعزيز قدرات الدفاع عن الجزر وخفض زمن الاستجابة
في بيانها الرسمي، أكدت وزارة الدفاع أن التموضع الدائم للطائرات في ساغا يمثل خطوة محورية لتعزيز قدرات الدفاع عن الجزر، ويسهم بشكل كبير في تقوية قدرات الردع والاستجابة اليابانية. هذا القرب الجغرافي من جزر نانسي، بما فيها أوكيناوا، يقلص زمن الاستجابة في حالات الطوارئ، سواء كانت عمليات عسكرية أو مهام إنقاذ وإغاثة، ما يمنح اليابان ميزة عملياتية واضحة في بيئة أمنية معقدة.
دور متعدد الأبعاد للطائرة “أوسبري”
تتميز طائرة V-22 أوسبري، المطورة بشكل مشترك بين شركتي بيل هليكوبتر وبوينغ، بقدرتها على الإقلاع والهبوط العمودي مثل المروحيات، مع سرعة ومدى طيران يماثل الطائرات ذات الأجنحة الثابتة. هذه المرونة التشغيلية تجعلها أداة مثالية لنقل القوات والمعدات بسرعة لمسافات طويلة، وهو ما يعزز من جاهزية اليابان للتعامل مع أي تهديدات أو أزمات في سلسلة الجزر المنتشرة في بحر الصين الشرقي، إضافة إلى استخدامها في الإغاثة من الكوارث والإخلاء الطبي السريع.
البعد الجيوسياسي للتحرك الياباني
يأتي هذا الانتقال في إطار استراتيجية أشمل لتقوية القدرات الدفاعية في منطقة جزر نانسي، وهي منطقة تُعد ذات أهمية استراتيجية قصوى لمراقبة التطورات الأمنية الإقليمية والرد عليها. تموضع “الأوسبري” في هذه المنطقة يرسل إشارة واضحة إلى بكين بشأن استعداد طوكيو لردع أي تحركات بحرية أو جوية استفزازية، خاصة في ظل تزايد النشاط العسكري الصيني بالقرب من المياه والجزر المتنازع عليها.
اقرا ايضا
الامن يوقف صانعه محتوي علي تيك توك بتهمه نشر الفسق والفجور عبر الانترنت
