تصريحات نتنياهو العائلية تثير عاصفة: بين زفاف ابنه وغضب الشارع
سارة “بطلة” وأفنر “مُؤجل”.. تصريحات عائلية تشعل أزمة سياسية

في خضم التصعيد المتواصل بين إسرائيل وإيران، أطلق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تصريحات أثارت جدلاً واسعًا داخل الأوساط السياسية والإعلامية، بعدما كشف عن ما أسماه “الثمن الشخصي” الذي تدفعه عائلته بسبب التهديدات الأمنية، مشيرًا إلى أن ابنه أجّل زفافه للمرة الثانية، وواصفًا زوجته بأنها “بطلة تقف بجانبه في أصعب اللحظات”.
“نحن نعيش حربًا وجودية”
وخلال حديثه من أمام مستشفى “سوروكا” في بئر السبع، والذي تعرض لهجوم صاروخي إيراني، قال نتنياهو:”زوجتي سارة بطلة لأنها تساندني في هذه الحرب، وابني اضطر لتأجيل زفافه مرة أخرى بسبب التهديد الإيراني. نحن لا نخوض حربًا تقليدية، بل نعيش حربًا وجودية ضد عدو يريد محونا”.
تصريحات رئيس الحكومة جاءت بعد تحذيرات أمنية إسرائيلية لسكان الشمال من هجمات محتملة، وسط توتر متزايد على جبهات عدة أبرزها لبنان وسوريا، في ظل تصعيد مستمر مع إيران وذراعها حزب الله.
ردود فعل غاضبة وساخرة
إلا أن الخطاب الذي كان يهدف إلى إظهار “الجانب الإنساني” من حياة نتنياهو، قوبل بموجة من السخرية والاستياء على مواقع التواصل الاجتماعي وبين أوساط المعارضة.
فقد كتب أحد النشطاء على منصة “إكس”:
“نتنياهو يبكي لأن ابنه أجّل زفافه، وماذا عن آلاف الأسر التي فقدت أبناءها؟”.
فيما علّق آخر:
“هل إسرائيل دولة أم مملكة عائلية تُدار بمشاعر سارة؟”.
واعتبر البعض أن تصريحات نتنياهو تنمّ عن انفصال واضح عن واقع الشارع، خاصة في وقت يعيش فيه المواطن الإسرائيلي أجواء من الخوف، وتدهورًا اقتصاديًا، وقلقًا وجوديًا حقيقيًا.
اتهامات بالابتزاز العاطفي
عدد من المحللين السياسيين اتهموا نتنياهو باللجوء إلى “الابتزاز العاطفي”، ومحاولة كسب تعاطف الرأي العام عبر تسليط الضوء على أسرته، بدلًا من التركيز على إدارة الأزمة الأمنية المتفاقمة.
وصرّح أحد المعلقين السياسيين في صحيفة “هآرتس”:
“نتنياهو يحاول إعادة توجيه النقاش من فشل حكومته إلى قضايا شخصية، وهذا لن ينقذ صورته المهتزة أمام الرأي العام”.
أزمة ثقة متزايدة
تصريحات نتنياهو جاءت في وقت حساس تمر فيه إسرائيل بأزمة ثقة داخلية، على خلفية الانتقادات الموجهة لأداء الحكومة في الحرب على غزة، والتوتر مع إيران، ومطالبات شعبية متزايدة بالإصلاح السياسي، خصوصًا في ظل الانقسامات بين الحكومة والجيش، وتضاؤل شعبية رئيس الوزراء.
ويرى مراقبون أن تصريحات نتنياهو قد تزيد من حدة الشرخ السياسي والاجتماعي في إسرائيل، وتؤكد على حالة الانفصال بين القيادة والشعب.
الخلاصة: الشعب أولًا
في وقت يحتاج فيه الإسرائيليون إلى خطاب يطمئنهم ويعكس وعيًا بمخاوفهم، جاء خطاب نتنياهو ليُشعل الجدل بدلًا من تهدئته، ويكرّس الصورة التي بات كثيرون يرددونها في الداخل:
“نتنياهو منشغل بأسرته.. والشعب وحده يواجه النار”.