الصحة والتعليم

التغذية التكميلية عند الرضع: متى وكيف نبدأ إدخال الأطعمة الصلبة؟

علامات جاهزية الطفل للطعام الصلب وأفضل الأطعمة للمرحلة الأولى

لا شكّ بأن حليب الأم أو الحليب الصناعي هو الغذاء الأفضل للطفل، والذي يلبّي كافة احتياجاته الغذائية، إلا أن هذه الاحتياجات تتغيّر بعض الشيء مع بلوغه الستة أشهر من عمره، إذ سيحتاج جسمه إلى عناصر غذائية إضافية موجودة في الطعام، كالحديد، والزنك، والبروتين. ويجب على الأم حينها البدء بإدخال الأطعمة الصلبة لغذاء طفلها بالتدريج، ووفق ترتيب معيّن، وتُعدّ هذه المرحلة أحد الأحداث الهامة ومعالم التطور البارزة في حياة الرضّع.

متى يبدأ الطفل في تقبّل الأطعمة الصلبة؟

يمثّل إدخال الطعام الصلب إلى النظام الغذائي للرضيع خطوة مهمة في تطوره الجسدي والإدراكي، ويُعدّ توقيت هذه المرحلة عاملًا حاسمًا في نجاح تجربة التغذية التكميلية. ووفقًا لتوصيات الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، يبدأ معظم الأطفال في تقبّل الأطعمة الصلبة ما بين عمر 4 إلى 6 أشهر، وذلك عند ظهور علامات واضحة تدل على جاهزيتهم البدنية والسلوكية.

الجاهزية الجسدية شرط أساسي

يشير أطباء الأطفال إلى أن تقبّل الطعام لا يرتبط فقط بالعمر، بل يعتمد بدرجة أكبر على نمو الطفل وتطوره الحركي والعصبي. ومن أبرز علامات الجاهزية:

قدرة الطفل على الجلوس بثبات نسبي مع دعم خفيف.

ثبات الرأس وتحكّمه الجيد في الرقبة أثناء الجلوس.

اختفاء منعكس اللسان الذي يدفع الطعام خارج الفم.

إبداء اهتمام واضح بالطعام، كأن يراقب الأهل أثناء تناولهم ويحاول تقليدهم.

القدرة على فتح الفم عند تقديم الملعقة.

تقبّل تدريجي لا يحدث بين ليلة وضحاها

تؤكّد اختصاصيات تغذية الأطفال أن تقبّل الرضيع للطعام الصلب عملية تدريجية، قد تتطلب تكرار المحاولة عدة مرات قبل أن يعتاد الطفل المذاق الجديد أو قوام الطعام المختلف عن الحليب. في البداية، قد يرفض الطفل الطعام أو يدفعه بلسانه، وهو أمر طبيعي لا يستدعي القلق. ومع التكرار والصبر، يبدأ في التعرّف على النكهات والبلع تدريجيًا.

عدم التسرّع أو التأخر

من المهم ألّا تتعجل الأسرة في إدخال الطعام قبل استعداد الطفل، إذ قد يؤدي ذلك إلى مشكلات في الهضم أو زيادة خطر التحسس. وفي المقابل، فإن التأخر المفرط، مثل تجاوز الشهر التاسع دون تجربة الأطعمة الصلبة، قد يُعيق تطور مهارات المضغ والبلع، ويؤثر على تقبّل الطفل للنكهات لاحقًا.

استشارة الطبيب ضرورية

وأخيرًا، يُنصح دائمًا بمراجعة طبيب الأطفال قبل البدء في تقديم الطعام الصلب، خاصة إذا كان الطفل يعاني من مشكلات صحية، أو وُلد قبل موعده الطبيعي، أو أظهر تأخرًا في النمو. فالمتابعة الطبية تضمن إدخال الطعام في التوقيت المناسب وبالطريقة السليمة.

كيفية اختيار الأطعمة الأولى المناسبة للرضّع؟

يُعدّ إدخال الطعام الصلب إلى نظام الرضيع الغذائي مرحلة مفصلية في نموه، تتطلب وعيًا من الأهل لاختيار الأطعمة المناسبة التي تضمن له بداية غذائية صحية وآمنة. ويؤكّد خبراء تغذية الأطفال أن المرحلة الأولى من إدخال الطعام يجب أن تُبنى على التدرّج والبساطة، مع مراعاة احتياجات الطفل واستجابته.

أطعمة بسيطة وسهلة الهضم

يوصي الأطباء ببدء تغذية الرضّع بأطعمة مهروسة وناعمة، خالية من المنكهات والملح والسكر، مع التركيز على الأطعمة التي يسهل هضمها ولا تُسبّب تحسسًا شائعًا. ومن أبرز الخيارات المناسبة في البداية:

الحبوب المدعّمة بالحديد، مثل الأرز أو الشوفان، بعد خلطها بحليب الأم أو الحليب الصناعي لتكون بقوام شبه سائل.

الخضروات المطهوة جيدًا، مثل الكوسا، البطاطا، الجزر أو القرع، بعد هرسها جيدًا.

الفواكه المهروسة، مثل التفاح، والموز، والإجاص، وتُقدَّم بكميات صغيرة لمراقبة استجابة الطفل.

عنصر واحد في كل مرة

يشدّد المختصون على أهمية تقديم نوع واحد من الطعام في كل مرة، وترك فاصل زمني من 3 إلى 5 أيام قبل إدخال نوع جديد. هذه الطريقة تُسهّل ملاحظة أي رد فعل تحسسي أو اضطراب هضمي محتمل، مثل الطفح الجلدي، أو التقيّؤ، أو التغيّرات في حركة الأمعاء.

تجنّب الأطعمة عالية الخطورة في البداية

في المراحل الأولى، يُفضّل تجنّب الأطعمة المعروفة بأنها من مسبّبات التحسس الشائعة، مثل البيض، الفراولة، الفول السوداني، العسل (الذي قد يسبّب التسمم السجقي – البوتيوليزم)، وحليب البقر الكامل قبل بلوغ الطفل عامه الأول. كما يجب الامتناع عن تقديم الأطعمة التي قد تُسبّب خطر الاختناق، مثل المكسرات الكاملة أو قطع الطعام الصلبة.

علامات قبول الطفل للطعام

من المؤشرات المشجعة على تقبّل الطفل للطعام: فتح فمه عند رؤية الملعقة، ومحاولة بلع الطعام، وعدم دفعه للخارج بلسانه. أما في حال رفض الطعام أو الانزعاج، فيُفضّل التوقف والمحاولة في وقت لاحق دون إجبار.

علامات استعداد الطفل لتناول الطعام الصلب

 

يُعدّ إدخال الطعام الصلب مرحلة محورية في تطوّر الرضيع، ولا ينبغي اتخاذ قرار البدء بها بناءً على العمر وحده، بل استنادًا إلى مجموعة من العلامات التي تدل على أن الطفل أصبح مستعدًا جسديًا وسلوكيًا لخوض هذه التجربة الجديدة بأمان.

وتشير التوصيات الطبية إلى أن معظم الأطفال يُظهرون علامات الاستعداد ما بين عمر 4 إلى 6 أشهر، إلا أن وتيرة النمو تختلف من طفل لآخر، ما يستدعي مراقبة دقيقة من الأهل قبل البدء بإدخال الأطعمة التكميلية.

فيما يلي أبرز العلامات التي تؤكّد جاهزية الطفل لتناول الطعام الصلب:

القدرة على الجلوس بثبات نسبي: عندما يصبح الطفل قادرًا على الجلوس بشكل مستقيم مع دعم بسيط، ويستطيع التحكم في وضعية رأسه ورقبته دون اهتزاز، فإن ذلك مؤشر مهم على نضج عضلاته واستعداده لتناول الطعام.

اهتمامه بالطعام: من الدلائل الواضحة على الاستعداد، مراقبة الطفل لما يأكله أفراد الأسرة، ومحاولته الإمساك بالطعام أو تقليد حركات الأكل، ما يعكس فضوله واستعداده النفسي لتجربة النكهات والقوام المختلف.

تحكم جيد بالفم واللسان: يشير تراجع حركة دفع الطعام خارج الفم باللسان إلى أن الطفل بدأ يطور قدرته على البلع، وهي مهارة ضرورية للبدء بالتغذية التكميلية.

الإمساك بالأشياء ونقلها إلى الفم: إذا أصبح الطفل قادرًا على التقاط الأشياء الصغير

يارا حمادة

صحفية مصرية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى