مصر تبحث عن حلول مبتكرة لأزمة الكهرباء في ظل حرارة الصيف وشح الوقود
مصر تدرس إجراءات فورية للسيطرة على أزمة الكهرباء خلال أشهر الصيف الحارة

مع دخول فصل الصيف 2025 وارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات غير مسبوقة، تواجه مصر أزمة كهرباء متفاقمة ناتجة عن زيادة الاستهلاك اليومي وشح إمدادات الوقود التي تعتمد عليها محطات التوليد. وتزداد الضغوط على الشبكة القومية للكهرباء بشكل يومي، ما دفع الحكومة إلى تفعيل خطط فصل الأحمال بصورة منتظمة، إلى جانب بحث حلول عاجلة ومستدامة لتخفيف الأزمة.
الطلب يتجاوز القدرة.. والشبكة في حالة طوارئ
تشير تقارير وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة إلى أن معدلات استهلاك الكهرباء خلال شهر مايو تجاوزت التوقعات، خاصة في ساعات الذروة الممتدة بين الثانية ظهرًا والثامنة مساءً، ما يشكل عبئًا كبيرًا على المحطات. ومع تراجع كميات الغاز الطبيعي المخصصة للكهرباء بسبب أولويات التصدير وتقلص الواردات من الوقود البديل، باتت بعض المحطات تعمل بأقل من طاقتهاوقال مصدر مسؤول بالوزارة إن الوزارة تضطر إلى تطبيق خطة فصل الأحمال بنظام التناوب بين المناطق، للحفاظ على استقرار الشبكة ومنع حدوث انقطاعات واسعة النطاق.
الطاقة المتجددة تعود إلى الواجهة
في مواجهة هذه التحديات، عادت مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح إلى صدارة اهتمامات الدولة. فقد عقدت وزارة الكهرباء عدة اجتماعات مع مستثمرين محليين ودوليين لتوسيع مشروعات إنتاج الكهرباء من المصادر المتجددة، خاصة في مناطق الصعيد والبحر الأحمر، حيث تتوفر الظروف الطبيعية الملائمة.
وأكد الدكتور أيمن حمزة، المتحدث باسم وزارة الكهرباء، أن الحكومة تعمل على تسريع دمج محطات الطاقة المتجددة في الشبكة، قائلًا: “نستهدف أن تصل نسبة مساهمة الطاقة المتجددة إلى 42% من مزيج الطاقة بحلول 2030، ونسعى لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري تدريجيًا.”
دور المجتمع.. الترشيد ضرورة وطنية
ومع صعوبة تحقيق الحلول الجذرية خلال وقت قصير، دعت الحكومة المواطنين إلى ترشيد استهلاك الكهرباء، لا سيما خلال فترات الذروة، من خلال استخدام الأجهزة الكهربائية بحكمة، وضبط درجات حرارة المكيفات، وإطفاء الإنارة غير الضرورية.
وانتشرت في الأيام الأخيرة حملات على مواقع التواصل الاجتماعي تحت عناوين مثل “وفّر عشان النور ما يقطعش” و**”كلنا مسؤولين”**، في محاولة لحث الجمهور على التعامل بوعي مع الأزمة.
القطاع الخاص يدخل على الخط
وفي ظل الأزمة، بدأ القطاع الخاص يخطو خطوات جادة نحو الاستثمار في محطات صغيرة للطاقة الشمسية على أسطح المصانع والمباني التجارية. وتعمل بعض الشركات الناشئة على تقديم حلول تكنولوجية مبتكرة لإدارة الاستهلاك وتحسين كفاءة استخدام الكهرباء داخل المنشآت.
التحدي مستمر.. والرهان على الحلول المستدامة
رغم أن أزمة الكهرباء في مصر تعكس مشكلات متراكمة تتعلق بالبنية التحتية والاعتماد المفرط على الوقود التقليدي، فإنها أيضًا تمثل فرصة لتسريع التحول نحو الطاقة النظيفة وتعزيز وعي المجتمع بأهمية الترشيد.
وإذا نجحت الحكومة في إدارة الأزمة الحالية وتفعيل خططها الطموحة للطاقة المتجددة، فقد تشكل صيف 2025 نقطة تحول في مسار الطاقة بمصر.