دعم سوريا ما بعد الأسد: السعودية تؤكد قرب إطلاق استثمارات ضخمة وصندوق النقد يدعم بناء المؤسسات

أكد وزير المالية السعودي محمد الجدعان أن المجتمع الدولي يقف إلى جانب سوريا، مشيراً إلى أن العديد من الاستثمارات في سوريا يتم وضع اللمسات الأخيرة عليها حالياً، وذلك في أعقاب الإطاحة بالرئيس بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وشدد الجدعان، الذي يترأس اللجنة التوجيهية لصندوق النقد الدولي، في تصريحات للصحفيين، على أن وناقش الجانبان مشاركة المؤسسة في دعم الاستثمار في القطاع المالي، وأكد برنية أن عودة استثمارات وتمويلات مؤسسة التمويل الدولية إلى سوريا سيكون لها أثر بالغ في تشجيع الاستثمار
وخلال زيارته إلى واشنطن لحضور الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي هذا الأسبوع، أضاف الجدعان: “إننا نقف إلى جانب سوريا. نعتقد أنهم جادّون في عملهم وصادقون في جهودهم الرامية إلى القيام بما هو صواب لشعبهم”.
وأشار الوزير إلى أن رفع العقوبات من جانب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قد ساعد بشكل كبير في تمهيد الطريق أمام استثمارات القطاع الخاص في سوريا. وتابع:
“أستطيع القول إن الكثير من الاستثمارات تتجه الآن في هذا الاتجاه.. ومن واقع معرفتي الشخصية، أعلم أن الكثير من هذه الاستثمارات يجري بالفعل وضع اللمسات الأخيرة عليها”.
صندوق النقد الدولي وسوريا: دعم البناء المؤسسي
من جانبها، أكدت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجيفا، أن الصندوق يعمل بشكل وثيق مع السلطات السورية والبنك الدولي للمساعدة في بناء مؤسسات حيوية، مثل البنك المركزي، والتي من شأنها أن تسهم في ترسيخ التنمية والنمو.
وأضافت جورجيفا: “نتعاون الآن بشكل وثيق مع سوريا، وزار فريق من صندوق النقد الدولي دمشق بالفعل لمناقشة مسألة تعزيز قدرة البنك المركزي على أداء المهام اللازمة، وليكون ركيزة للاستقرار”.
تجدر الإشارة إلى أن فريقاً من صندوق النقد الدولي زار سوريا في يونيو/حزيران الماضي، وهي الزيارة الأولى منذ عام 2009، لتقييم الأوضاع الاقتصادية والمالية للبلاد.
وقالت جورجيفا إن وزير المالية السوري دعاها لزيارة البلاد، معبرة عن سعادتها بالسفر إلى هناك بمجرد اكتمال “البناء المؤسسي” الذي يجري العمل عليه في الوقت الحالي.
سوريا تواصل الإصلاحات دون انتظار التمويل الدولي
لأربعاء الماضي، أكد وزير المالية السوري محمد يسر برنية، خلال مشاركته في الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي في واشنطن، أن بلاده لن تنتظر المساعدة من المؤسسات المالية الدولية لتنفيذ الإصلاحات اللازمة.
وقال برنية: “نحن بحاجة إلى البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، فهما يلعبان دوراً رئيسياً، ومن دونهما يصعب علينا المضيّ قدماً، لكن إذا تأخّرا كثيراً، فسنواصل العمل من دونهما”.
وأول أمس الخميس، ناقش وزير المالية السوري مع ريكاردو بوليتي، نائب رئيس مؤسسة التمويل الدولية “آي إف سي” (IFC) المتخصصة في تمويل القطاع الخاص، دور المؤسسة في تشجيع الاستثمار الخاص في سوريا، وفقاً لما أفادت به وكالة سنا السورية.
وأشار برنية إلى أن المؤسسة ستدرس المشاركة في تمويل مشاريع الطاقة والبنية التحتية العملاقة في سوريا، في حين هناك تواصل من عدد من المستثمرين الراغبين بالاستثمار فيها.
وناقش الجانبان مشاركة المؤسسة في دعم الاستثمار في القطاع المالي، وأكد برنية أن عودة استثمارات وتمويلات مؤسسة التمويل الدولية إلى سوريا سيكون لها أثر بالغ في تشجيع الاستثمار



