البنتاغون يوقع عقدًا بحريًا ضخمًا لتسريع تصنيع السفن وتعزيز التفوق العسكري
عقد بـ5 مليارات دولار لدعم الغواصات وسفن السطح وتحديث الإمدادات البحرية

أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) عن توقيع عقد ضخم بقيمة 5 مليارات دولار مع ست شركات متخصصة، عبر وكالة الخدمات اللوجستية الدفاعية (DLA) – فرع ميكانيكسبرغ البحري. ويأتي هذا التعاقد في إطار خطة طويلة الأمد تهدف إلى تسريع بناء السفن والغواصات، وتعزيز كفاءة الإمدادات البحرية، في ظل التحديات الجيوسياسية المتصاعدة.
تفاصيل “عقد تطوير المشتريات البحرية” (MAAC)
يندرج العقد ضمن ما يُعرف بـ”عقد تطوير المشتريات البحرية” (MAAC)، وهو عقد مفتوح المدة والكمية (Indefinite-Delivery/Indefinite-Quantity)، يُتيح مرونة كبيرة في إجراءات الشراء والدعم الفني. ويتضمن خمس خيارات سنوية بقيمة مليار دولار لكل منها، مما قد يرفع القيمة الإجمالية للعقد إلى 10 مليارات دولار.

دعم الغواصات النووية وسفن السطح المتقدمة
أوضحت وكالة DLA أن هذا العقد يركّز على تعزيز قدرات الصيانة والإمداد للغواصات النووية من طراز “فرجينيا”، بالإضافة إلى دعم سفن السطح العملياتية. وتعد هذه الغواصات محورًا أساسيًا في خطط البحرية الأمريكية المستقبلية، حيث من المنتظر أن تحل محل أسطول “لوس أنجلوس” القديم.
وشدد قادة البحرية، خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ في أبريل الماضي، على أهمية توسيع الطاقة الإنتاجية وتحديث سلاسل الإمداد، لبلوغ هدف إنتاج غواصتين من طراز “فرجينيا” سنويًا.
نهج تعاقدي يضع “السرعة أولًا”
صرحت إليزابيث ألين، نائبة مدير فرع DLA ميكانيكسبرغ، أن العقد يمثل أولوية عليا لدى وزارة الدفاع ويحظى بدعم مباشر من وزير الدفاع بيت هيغسث. كما أكد مسؤول التعاقد برايان ستيفنز أن النهج الجديد يتماشى مع مبدأ “السرعة فوق الإجراءات”، موضحًا أن هذا النموذج ساهم في تسريع تنفيذ الصفقات بشكل غير مسبوق.
وأشارت ألين إلى أن هيكل العقد المتعدد الأطراف يُلبّي المتطلبات الكبيرة والمتغيرة، ويساعد على تقليص الزمن الإداري من خلال آليات مبتكرة تُعزز كفاءة الأداء.
تأثيرات واسعة على مستوى الوزارة
قال تيموثي ماكلوسكي، مدير قسم المشتريات في DLA ميكانيكسبرغ، إن العقد الجديد لا يقتصر تأثيره على المنشأة وحدها، بل يمكن أن تستفيد منه وحدات أخرى داخل وزارة الدفاع الأمريكية، بفضل مرونته الشاملة.
يُذكر أن فرع DLA ميكانيكسبرغ، الواقع في ولاية بنسلفانيا، يتولى مسؤولية توريد وصيانة الأصول القابلة للإصلاح، ويدعم عمليات الأسطول البحري الأمريكي على متن السفن، الغواصات، وحاملات الطائرات، تحت إشراف القيادة المركزية لوكالة DLA Land and Maritime ومقرها ولاية أوهايو.
تنسيق ميداني مع الصناعة والبحرية الأمريكية
أكدت ألين أن الوكالة بدأت تنسيقًا مكثفًا مع فروع أخرى داخل DLA، إضافة إلى أحواض بناء السفن التابعة للبحرية. كما يجري الإعداد لتنظيم جولات ميدانية توعوية في الوحدات البحرية المختلفة لشرح آليات العقد وتعزيز التعاون.
وختمت بقولها: “نحن نعمل كفريق موحّد مع البحرية والصناعة. هناك إدراك جماعي لأهمية المهمة، والموردون جاهزون للعمل. إنهامسؤولية مشتركة والجميع مستعد للمضي قدمًا”.