عائلات المحتجزين: نتنياهو يعرقل الاتفاقات ويهاجم الوسطاء

تفاقم غضب عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة عقب خطاب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث اعتبروا كلماته مخيبة للآمال ومجافية لتطلعاتهم، مؤكدين أنها “كسرت قلوبهم لكنها لم تكسر الأمل”. العائلات حمّلت نتنياهو مسؤولية مباشرة عن عرقلة اتفاقات تبادل المحتجزين، واتهمته بالهجوم على الوسطاء الذين حاولوا الدفع نحو تسوية تضمن إطلاق سراح ذويهم. ومع تزايد الضغوط الشعبية، حذرت العائلات من أن عودة نتنياهو إلى إسرائيل دون اتفاق سيؤدي إلى تصعيد كبير وواسع، ما قد يفتح الباب أمام أزمة داخلية يصعب احتواؤها.
اتهامات مباشرة بعرقلة صفقة التبادل
في بيان شديد اللهجة، أوضحت عائلات المحتجزين أن نتنياهو لم يكتفِ بعدم دفع المفاوضات إلى الأمام، بل عمل أيضًا على مهاجمة الوسطاء الذين سعوا إلى إيجاد صيغة توافقية لصفقة التبادل. وأكدوا أن هذا التعطيل ليس مجرد خطوة سياسية، بل يمثل خيانة لحقوق المحتجزين وعائلاتهم، ويضع حياة المدنيين في خطر. البيان شدد على أن استمرار هذا النهج سيؤدي إلى تفاقم التوترات وزيادة الضغط الشعبي على الحكومة، إذ لم يعد الرأي العام الإسرائيلي قادرًا على تقبّل المماطلة أو استخدام ملف المحتجزين كورقة ضغط سياسية.
مطالب إنسانية لا تقبل التأجيل
شددت العائلات على أن أولوياتها لا تتغير، إذ تظل إعادة المحتجزين فورًا وتأمين دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة المطلب الأول والأخير بالنسبة لهم. وأشار البيان إلى أن أي تراجع عن التوصل إلى صفقة تبادل سيكون بمثابة “خسارة إنسانية وسياسية” لا يمكن السكوت عنها. وأكدوا أنهم لن يتوقفوا عن المطالبة بحقوقهم، وأنهم سيلجأون إلى كل الوسائل السلمية المتاحة لتحقيق هدفهم، بما في ذلك تنظيم احتجاجات واسعة وتحريك الرأي العام المحلي والدولي، في ظل ما وصفوه بحالة من الإهمال الحكومي المتعمد لقضيتهم.
تصعيد شعبي مرتقب يهدد نتنياهو
مع تصاعد الإحباط، لوّحت العائلات بأن عودة نتنياهو إلى إسرائيل دون صفقة ستكون نقطة تحول خطيرة قد تشعل موجة احتجاجات واسعة. وأكدوا أن الغضب الشعبي لن يقتصر على أهالي المحتجزين، بل سيمتد ليشمل قطاعات واسعة من المجتمع الإسرائيلي، ما قد يضع الحكومة في مواجهة مباشرة مع الشارع. البيان أشار إلى أن الأزمة لم تعد مسألة عائلية أو إنسانية فقط، بل تحولت إلى قضية سياسية شائكة قد تطيح باستقرار الحكومة. وفي ظل هذه الأجواء المشحونة، تزداد المخاوف من انفجار داخلي يفاقم التحديات التي تواجه إسرائيل على أكثر من جبهة.