فايننشال تايمز: هل وصلنا إلى ذروة وسائل التواصل الاجتماعي؟

في مقالة نشرها جون بيرن-موردوك في فايننشال تايمز، طرح الكاتب تساؤلًا حول ما إذا كان العالم قد تجاوز بالفعل مرحلة الذروة في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرًا إلى أن سبتمبر 2025 قد يصبح علامة فارقة في بداية التراجع الحاد لهذه المنصات.
تراجع في وقت الاستخدام
بيانات شركة GWI التي حللت عادات 250 ألف مستخدم في أكثر من 50 دولة أظهرت أن الوقت الذي يقضيه البالغون على المنصات peaked في 2022، ثم بدأ في الانخفاض المنتظم.
في نهاية 2024، تراجع متوسط الاستخدام اليومي إلى ساعتين و20 دقيقة، بانخفاض يقارب 10% منذ 2022.
اللافت أن التراجع الأكثر وضوحًا ظهر بين الفئة العمرية الأصغر: المراهقين ومن هم في العشرينيات.
التحول من “اجتماعي” إلى “لا اجتماعي”
في البداية كانت المنصات مساحة للتواصل مع الأصدقاء والعائلة، لكن اليوم تحولت إلى “تطبيقات لتعظيم وقت الشاشة” أكثر من كونها اجتماعية.
نسبة الذين يستخدمونها للتعبير عن الذات أو تكوين صداقات جديدة تراجعت بأكثر من 25% منذ 2014.
في المقابل، ارتفع الاستخدام العشوائي لملء وقت الفراغ، ما يعكس انتقالًا من تصفح واعٍ إلى تصفح بلا هدف.
محتوى “معالج بشدة”
دخول Meta و OpenAI سباق المنصات الجديدة المبنية على مقاطع فيديو مولدة بالذكاء الاصطناعي وصفه الكاتب بأنه بمثابة “طعام معالج فائق” — ممتلئ بالدوبامين لكنه قليل القيمة، وربما سلبي الأثر.
اندماج المحتوى الغريب أو الصادم مع المنصات الكبرى سرّع من نفور كثير من المستخدمين.
الاستثناء الأمريكي
في الوقت الذي ينخفض فيه استخدام السوشيال ميديا عالميًا، تظل أمريكا الشمالية استثناءً، حيث واصل الاستخدام هناك الارتفاع بنسبة 15% مقارنة بأوروبا بحلول 2024.
الكاتب يرى أن ذلك مرتبط بانجذاب الجمهور الأمريكي لمحتوى الخطاب المتطرف و”الطُعم التفاعلي”.
الخلاصة
المقالة تعتبر أن الانخفاض الملحوظ قد يكون مؤشرًا إيجابيًا على أن الناس بدأوا يتنبهون إلى الأثر السلبي لتلك المنصات، وربما يتجهون نحو استثمار وقتهم في تفاعلات أكثر “تغذية” على المستوى الإنساني والاجتماعي. لكن ما لم يصل هذا التحول إلى الولايات المتحدة، ستظل الصورة العالمية غير مكتملة.