مرأة ومنوعات

ازاي تحمي طفلك من التحرش وتعلمه يقول "لأ" من غير خوف؟

من غير خوف.. ازاي تربي ابنك على حماية نفسه واحترام خصوصيته؟

في توعية خاصة بموقع “العالم في دقائق”، شددت رودي نبيل – مؤسس جروب “معًا لغدٍ مشرق للتعليم” وأدمن جروب “حوار مجتمعي تربوي” – على أن حماية الأطفال من التحرش مسؤولية جوهرية في التربية وليست أمرًا ثانويًا، وأوضحت أن غياب التوعية بالخصوصية وتعليم الطفل قول “لا” يعرضه لمخاطر جسيمة دون أن يدرك الأهل ذلك. فالتحرش لا ينتظر أن يكبر الطفل، ولا يأتي دائمًا من غرباء، بل غالبًا ما يبدأ من داخل دائرة الثقة والأمان. ولهذا، فإن الوقاية يجب أن تبدأ من السنوات الأولى بخطوات بسيطة قائمة على الفهم والاحتواء، وليس الخوف أو الترهيب.

ومن هذا المنطلق، وجهت رودي نداءً عاجلًا إلى جميع الجهات المختصة، على رأسها وزارة التربية والتعليم، بضرورة التدخل السريع وتشكيل لجنة من الأخصائيين النفسيين لزيارة المدرسة المعنية بالحالة، وفحص باقي الأطفال بسرّية وخصوصية شديدة لضمان سلامتهم النفسية، كما طالبت بإطلاق حملات توعية شاملة على كافة المنابر، وبتطبيق قرارات حاسمة ورادعة ضد كل من تستر أو شارك بالصمت أو التواطؤ، لافتة إلى أن الطفل الضحية بحاجة إلى بيئة جديدة آمنة، ورعاية نفسية متخصصة تُمكّنه من استكمال حياته بسلام.

خطوات عملية لحماية طفلك من التحرش

الخصوصية من أول لحظة

من أول لحظة في حياة الطفل، لازم يكون اللي بيغير له الحفاض هو الأم فقط. ولو الأم مش موجودة، تبقى الجدة أو أخت كبيرة في مكان مقفول، مش مكان مفتوح. التأسيس ده بيزرع أول بذور الخصوصية.

ممنوع المجاملة على حساب أمان الطفل

جُمل زي “بوس طنط”، أو “عمو هيتضايق لو ما سلمتش عليه”، خطيرة جدًا. لأنها بتغرس في الطفل إن جسمه مش ملكه، وإنه ممكن يوافق على تلامس غير مريح علشان ما يزعلش حد. وده مدخل خطير للتحرش.

التغيير والاستحمام في مكان مغلق

حتى لو مفيش حد في البيت، تغيير الملابس أو الاستحمام لازم يتم في مكان بابه مقفول. ده بيدرب الطفل على احترام خصوصيته، ويغرس فيه إن جسمه مش مباح لأي حد.

من سنة ونص.. علمي طفلك ينضف نفسه

التعوّد على تنظيف المناطق الخاصة بنفسه، بإشراف الأم، بيساعد الطفل يفهم إن في حدود مش من حق حد يلمسها. التربية هنا مبنية على الاحترام مش الخوف.

“البوتي” مكانه الحمام بس

وقت التدريب على استخدام الحمام، لازم الطفل يتعلم إن الحمام مكانه الطبيعي مش الصالة ولا قدام الضيوف. ده بيغرس الإحساس الطبيعي بالخصوصية.

كل فعل غير لائق = توجيه فوري

لو الطفل رفع هدومه، أو تعرى قدام حد، لازم يسمع بهدوء: “عيب، اقفل الباب، استأذن”. التكرار بيبني عنده مناعة نفسية ضد أي تجاوز.

البوسة من الفم مرفوضة

حتى من الأم أو الأب، البوس يكون في الخد أو الجبهة أو اليد فقط. القبلة من الفم بتكسر حواجز مهمة جدًا في عقل الطفل، وبتفتح عليه مشاعر مش مستعد لها.

الحضن مش للجميع

الطفل ماينفعش يقعد في حضن أي حد، حتى الأقارب. ولو مضطرين، لازم يجلس بجوار الأم مش مواجه لها أو لغيرها. الحماية بتبدأ من التفاصيل الصغيرة.

المنطقة من السُرة للركبة خصوصية تامة

لازم يعرف إن محدش يشوفها أو يلمسها، حتى ماما أو بابا، إلا لو في حالة مرضية وبوجودهم. ده بيغرس “خط أحمر” جوا الطفل صعب حد يتعداه.

 

أنتِ جيش أبنك الوحيد
أنتِ جيش أبنك الوحيد

علمي طفلك يغض بصره

زي ما بنطلب من الطفل يحمي جسمه، لازم كمان يتعلم يحترم جسم غيره. حتى لو طفل زيه. ده اسمه “تربية حياء”.

زرعي فيه رد الفعل السريع

قولي له: “لو حد قرب من جسمك، قول لأ بصوت عالي، صرخ، وبلّغ بسرعة”. الجملة دي ممكن تنقذه من مصيبة.

تابعي مين بيرافقه في الحضانة

لو طفلك في حضانة، لازم تكون دادة واحدة بس هي اللي بتدخل معاه الحمام. مش كل مرة شخص مختلف، لأن ده بيفتح باب استغلال كبير.

حتى الإخوة لازم يتعلموا الخصوصية

ممنوع الاستحمام مع بعض من غير مايوه، ولا الجلوس في البانيو لوحدهم. وممنوع أي كشف للجسم مهما كانت درجة القرب.

ارفضي البوس الإجباري للضيوف

مش كل ضيف لازم الطفل يبوسه. السلام بالإيد كفاية. البوس بالإجبار بيمسح حدود الرفض من عقل الطفل.

التفريق في المضاجع من بدري

مستقل، حتى لو في نفس الأوضة. والإخوة لازم يكون بينهم فاصل، حتى لو بطانية مختلفة. جسم الإنسان مش مباح حتى بين الإخوة.

ما تربيش ابنك على الطاعة العمياء

الطفل اللي بيتربى على الخوف، مش هيعرف يقول لأ لو حد آذاه. لازم يحس إن عنده مساحة اعتراض، وإن رأيه مسموع، حتى في لحظات الغلط.

التربية الجنسية مش عيب.. دي حماية

ما تخافوش من مصطلح “التربية الجنسية للأطفال”. ده مش عيب، ده علم بسيط جدًا، ومنقذ فعلي من مصائب بتخرب بيوت من غير ما نحس. التوعية دي مش بس هتحمي طفلك من التحرش، لكنها كمان هتبني شخصيته وتخليه يعرف يقول لأ من غير خوف، ويثق إن في ضهر بيحميه.

خلود عاشور

خلود عاشور صحفية متخصصة تحمل شهادة في اللغة العربية من كلية دار العلوم، وتتمتع بخبرة راسخة في الصحافة الإلكترونية. على مدار مسيرتها المهنية، تعاونت مع عدد من أبرز المنصات الإخبارية المتخصصة، وكرّست جهدها لتغطية ملفات التعليم بكل أبعادها. تُعرف بأسلوبها التحليلي الدقيق وقدرتها الاستثنائية على تبسيط القضايا التعليمية المعقدة، ما رسّخ مكانتها كمصدر موثوق ومؤثر لدى جمهور واسع من القراء والمهتمين بالشأن التعليمي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى