إنفانتينو ينتظر “الانفجار الكبير”: كأس العالم للأندية يفرض نفسه رغم كل العقبات

حلم “كوبا جياني” وسط واقع مزدحم وفوضوي كما فعل الدكتور جون هاموند في فيلم “حديقة الديناصورات”، يبدو أن رئيس الفيفا جياني إنفانتينو لم يتوقف لحظة ليسأل: “هل ينبغي؟”، بل كان مشغولًا فقط بفكرة: “هل يمكن؟”. النتيجة؟ بطولة جديدة هائلة – كأس العالم للأندية بنسخته الموسعة – أُقحمت بقوة في أجندة كروية مكتظة أصلًا، بينما يوزَّع المال الوفير (بعضه غير نقي المصدر) بسخاء على الأندية المشاركة، في تهديد مباشر للأنظمة الكروية المحلية الهشة حول العالم.

البطولة بين الإبهار والفوضى

قائمة المشاكل طويلة: حرارة مفرطة، جماهير غائبة، حجوزات ملاعب مبالغ فيها، مداهمات هجرة، لاعبين مرهقين، أموال سعودية، فيديوهات محرجة ليوفنتوس من البيت الأبيض، مباريات غير متكافئة، وتأخيرات بسبب الطقس… ومع ذلك، هناك أمل بأن تنجح البطولة في كسب قلوب المشككين مع وصولها إلى دور الثمانية، وربما تثبت جدارتها بعيدًا عن الضجيج التسويقي لإنفانتينو، الذي يبدو في أحيان كثيرة كنسخة كروية من “لايل لانلي”، بائع قطارات “المونوريل” في مسلسل ذا سيمبسونز.

مواجهات كبرى… في مواعيد غريبة

الهلال السعودي × فلومينينسي البرازيلي – أورلاندو

مباراة تمثل ذروة أحلام إنفانتينو: فريق سعودي بملياراته، ضد عملاق برازيلي شعبي. الفريق البرازيلي يبدو أكثر راحة ومرشحًا للفوز، بينما يدخل الهلال المباراة بثقل استثمارات تفوق 400 مليون جنيه إسترليني.

تشيلسي × بالميراس – دون المشجعين؟

المواجهة تُلعب في توقيت غير مناسب للجمهور الأوروبي، مع احتمال غياب بيدرو نيتو، نجم تشيلسي، الذي يعيش حزنًا شديدًا بعد وفاة صديقه المقرب ديوغو جوتا. المدرب إنزو ماريشكا عبّر عن تضامنه الكامل مع اللاعب.

كلاسيكيات أوروبية… خارج القارة

دورتموند × ريال مدريد – نيوجيرسي

غياب جوب بيلينغهام حرَم المباراة من أن تُسوّق كـ”ديربي الإخوة”.

باريس سان جيرمان × بايرن ميونيخ – أتلانتا

هاري كين يطلق تصريحاته المعتادة: “عندما نكون في أفضل حالاتنا، يمكننا الفوز على أي أحد”.

الموت الذي خيّم على البطولة

في خلفية البطولة، تخيم أجواء الحزن في كرة القدم الأوروبية بعد وفاة نجم ليفربول ديوغو جوتا وشقيقه أندريه سيلفا. كلمات مؤثرة كتبها زميله أندي روبرتسون:

“كان الأفضل. بسيط، صادق، مليء بالحب. لا أصدق أننا نودّعه. شكرًا لكونك جزءًا من حياتي، ولأنك جعلتها أجمل.”

هل البطولة ستنجح رغم كل شيء؟

رغم كل الانتقادات، قد تفرض “كوبا جياني” نفسها في نهاية المطاف إذا استطاعت تقديم محتوى كروي مشوّق ومنافسة رياضية عادلة. لكن النجاح الحقيقي لن يُقاس بعدد الدول المشاركة، بل بقدرة البطولة على احترام التوازن الكروي العالمي، وعدم تقويضه لحساب المال والنفوذ.