السباق ضد المهلة: أوروبا تسعى لتجنب رسوم ترامب الجمركية بإغراءات استثمارية
مفاوضات مكثفة في واشنطن لتفادي رسوم إلى 50% على الصادرات الأوروبية

تصل مفاوضات مكثفة في واشنطن لتفادي رسوم إلى 50% على الصادرات الأوروبية قبل حلول 9 يوليو، بينما يقترب الموعد النهائي الذي حدده الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتطبيق رسوم جمركية واسعة النطاق على واردات الاتحاد الأوروبي، تكثف بروكسل وواشنطن محادثاتهما من أجل التوصل إلى اتفاق يُجنّب القارة الأوروبية موجة جديدة من الإجراءات الحمائية الأميركية. وتدور المفاوضات حول تقديم إعفاءات أو تخفيضات في الرسوم مقابل زيادات أوروبية في الاستثمارات داخل الولايات المتحدة، في وقت تتباين فيه مواقف العواصم الأوروبية بشأن التنازلات الممكنة.
تحذير أوروبي: “سندافع عن مصالحنا بكل الأدوات المتاحة”
رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أكدت أن الاتحاد “يريد حلاً تفاوضيًا”، لكنه في الوقت نفسه “جاهز للرد إذا لم تُفضِ المحادثات إلى نتيجة مرضية”. وبالفعل، أعدّ التكتل قوائم انتقامية تشمل رسومًا على سلع أميركية بقيمة 21 مليار يورو، إلى جانب قائمة إضافية على منتجات تصل قيمتها إلى 95 مليار يورو، تستهدف سلعًا حساسة كطائرات بوينغ، والسيارات الأميركية، والويسكي.
معضلة السيارات: صناعة ألمانية بين المطرقة الأميركية والسندان الأوروبي
من أبرز نقاط الخلاف، قضية الرسوم الجمركية على السيارات وقطع الغيار الأوروبية. وبينما اقترح المستشار الألماني فريدريش ميرتس آلية “تعويضية” تُمنح بموجبها إعفاءات ضريبية لصنّاع السيارات الأوروبيين الذين يستثمرون داخل أميركا، تُبدي المفوضية تحفظها خشية أن يُؤدي ذلك إلى تحويل الاستثمارات من أوروبا إلى الخارج.
المفوضية تحت ضغط العواصم: هل تقبل أوروبا صفقة غير متوازنة؟
أظهرت مصادر مطلعة أن دول الاتحاد الأوروبي تختلف بشأن مدى “الاختلال” المقبول في أي اتفاق.
فبينما تدفع بعض العواصم باتجاه حل سريع لتفادي التصعيد، تفضل دول أخرى اتباع نهج تفاوضي أكثر تشددًا يتضمن استعدادًا للرد بالمثل. وتُطالب بروكسل بتخفيض الرسوم الأميركية على قطاعات استراتيجية كالأدوية والمشروبات الكحولية والطائرات والرقائق الإلكترونية، كما تسعى إلى إعفاءات أو حصص محددة على السيارات والفولاذ والألمنيوم.
أقرأ أيضا
هل الصين تستطيع منافسة البنك الدولي عبر صندوق بريكس الاستثماري الجديد؟ خاص
ترامب يريد صفقات سريعة… وأوروبا تراهن على الوقت
بحسب بلومبرغ، فإن الاتفاق المنتظر سيكون على الأرجح فنيًا ومبدئيًا، وربما غير ملزم قانونيًا في هذه المرحلة. وهو ما يسمح بتمديد التفاوض بشأن التفاصيل لاحقًا، بما في ذلك الرسوم “العامة” التي يسعى ترامب لفرضها على معظم واردات الاتحاد، والمتوقع أن تبلغ 10% على الأقل.
تحركات ما وراء الجمارك: الأمن الاقتصادي والذكاء الاصطناعي في صلب المحادثات
إلى جانب الرسوم، تناقش واشنطن وبروكسل ملفات أخرى كالمعايير الزراعية، وتسهيل التجارة الرقمية، والرقابة على الاستثمارات والصادرات ذات الحساسية الأمنية. وتُطالب واشنطن بتوسيع نطاق المحادثات ليشمل أيضًا المشتريات الحكومية، في إطار سعيها إلى توسيع فرص شركاتها داخل الأسواق الأوروبية.
الميزان التجاري لصالح أوروبا… وترامب يريد تغييره بالقوة
تشير بيانات وزارة التجارة الأميركية إلى أن العجز التجاري مع أوروبا تضاعف هذا العام بسبب تسارع الواردات قبل تطبيق الرسوم. ويدّعي ترامب أن تلك الرسوم ضرورية “لإعادة التوازن” ولتعويض الخزانة العامة عن التكاليف الضخمة لحزمة خفض الضرائب.
السيناريوهات المحتملة بعد 9 يوليو: من الهدنة إلى الحرب التجارية المفتوحة
ترى مصادر بلومبرغ أن السيناريوهات المطروحة تشمل:
اتفاق مبدئي يؤجل تطبيق الرسوم الجديدة ويُبقي على التهدئة.
فشل التوصل لاتفاق مما يفتح الباب لتفعيل رسوم كانت معلّقة.
اعتبار واشنطن أن بروكسل لم تفِ بالتزاماتها وبالتالي فرض رسوم إضافية بشكل أحادي.