مصر تثبت أسعار الكهرباء حتى نهاية 2025 مع دعم مستمر بقيمة 170 مليار جنيه

أعلن الدكتور محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، أن الحكومة لن ترفع أسعار الكهرباء حتى يناير المقبل. جاء هذا التصريح لطمأنة المواطنين وسط حالة من الترقب بشأن السياسات التسعيرية للطاقة، في ظل التحديات الاقتصادية التي تواجهها البلاد. وأكد الوزير أن الدولة ملتزمة بتثبيت الأسعار حتى بداية العام الجديد، في إطار سعيها لتخفيف الأعباء عن المواطنين، خصوصًا في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة.
تكلفة إنتاج الكهرباء أعلى من سعر البيع
وأشار الوزير عصمت إلى أن الكهرباء تُنتج حالياً بتكلفة أعلى من سعر بيعها للمستهلك، وهو ما تتحمله الدولة جزئيًا لدعم قطاع الطاقة. وأوضح أن مصر تستهلك يوميًا نحو 110 ملايين متر مكعب من الغاز الطبيعي في محطات توليد الكهرباء، وذلك بسعر 4 دولارات لكل مليون وحدة حرارية، وفقًا للتسعيرة التي تُحاسب بها وزارة الكهرباء.
فارق كبير في تكلفة الغاز
وفي المقابل، لفت الوزير إلى أن تكلفة إنتاج الغاز على وزارة البترول تتجاوز 7 دولارات لكل مليون وحدة حرارية. وهذا يعني أن هناك فارقًا كبيرًا تتحمله الدولة كدعم ضمني، لتأمين الغاز المستخدم في إنتاج الكهرباء، في وقت تعاني فيه مصر من أزمة في توفير النقد الأجنبي والوقود، خصوصًا خلال فترات الذروة في فصل الصيف.
ضغط على الموارد.. والحكومة تتحمل
يعكس هذا الفارق في التكلفة بين الإنتاج وسعر البيع حجم الضغط الواقع على الموارد الحكومية، سواء في قطاع الكهرباء أو البترول. فبينما تسعى الدولة للحفاظ على استقرار الأسعار، تتكبد قطاعاتها الاقتصادية خسائر متراكمة نتيجة فروقات الأسعار والدعم المستمر.
تحديات مستقبلية واستحقاقات مؤجلة
يأتي هذا التصريح في سياق أكبر يشمل التزامات مصر أمام صندوق النقد الدولي، الذي طالما أوصى بترشيد دعم الطاقة ضمن إصلاحات هيكلية أوسع. وعلى الرغم من تجميد الأسعار مؤقتًا، إلا أن التساؤلات تظل قائمة حول ما إذا كانت الحكومة ستضطر إلى رفع الأسعار بعد يناير 2026، لمواكبة التكاليف الحقيقية للإنتاج وتحقيق الاستدامة المالية.
خاتمة
في الوقت الذي يُعد فيه قرار تثبيت أسعار الكهرباء حتى يناير خبرًا مطمئنًا للمواطنين، إلا أن التفاصيل التي كشفها الوزير حول تكلفة الغاز ودعم الدولة تُشير إلى أن هناك تحديات اقتصادية حقيقية تواجه الحكومة، وقد تؤدي إلى مراجعات لاحقة في السياسات التسعيرية للطاقة خلال العام المقبل.



