خلل مفاجئ بالشبكه يتزامن مع حريق محدود بمركز بيانات رئيسي
العطل المفاجئ يكشف هشاشة البنية الرقمية ويدفع لمراجعة نظم الأمان

شهد أحد مراكز البيانات التابعة لأحد أكبر مزودي خدمات الإنترنت في مصر حريقًا محدودًا مساء أمس، ما أثار حالة من القلق بين مستخدمي الخدمة، خاصة مع تزامن اندلاع الحريق مع انقطاع مفاجئ في الشبكة في عدد من المحافظات.
وأكدت مصادر من داخل الشركة أن الحريق نجم عن ارتفاع شديد في درجات الحرارة، مما أدى إلى خلل في أحد أجهزة التبريد، تسبب في اشتعال بسيط تمت السيطرة عليه خلال دقائق.
توقف الخدمة في عدد من المناطق
بالتزامن مع الحريق، رصد مستخدمون في عدة محافظات من بينها القاهرة والجيزة والإسكندرية والدقهلية، توقفًا جزئيًا أو بطئًا شديدًا في خدمة الإنترنت، ما أثار غضبًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي.
وانتشرت شكاوى عديدة على منصات “X” و”فيسبوك” تفيد بتوقف الخدمة في المؤسسات والمنازل، وتأثر بعض أنظمة العمل والدفع الإلكتروني في بعض المحال التجارية.
الشركة تصدر بيانًا عاجلًا
أصدرت الشركة المشغلة بيانًا رسميًا أوضحت فيه أن العطل الفني جاء نتيجة خلل كهربائي مفاجئ تسبب في خروج عدد من السيرفرات عن الخدمة، مشيرة إلى أن الحريق تم احتواؤه بالكامل بالتعاون مع قوات الحماية المدنية، دون وقوع إصابات بشرية أو خسائر مادية كبيرة.
وأكد البيان أن فرق الصيانة والطوارئ تعمل على مدار الساعة لإعادة كافة الخدمات إلى طبيعتها.
استئناف الخدمة تدريجيًا خلال ساعات
مع ساعات الفجر الأولى، أعلنت الشركة أن الخدمة بدأت تعود تدريجيًا في أغلب المناطق المتضررة، مؤكدة أن ما حدث كان “ظرفًا طارئًا” خارج عن إرادتها، وتعمل حاليًا على مراجعة جميع أنظمة الأمان داخل مراكز البيانات تجنبًا لتكرار ما حدث.
دعوات لتحقيق عاجل وموسع
وعلى خلفية الأزمة، طالب عدد من النشطاء والمواطنين بضرورة فتح تحقيق شامل من قبل الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، للتأكد من مدى التزام الشركات بمعايير السلامة والأمان، وضمان استمرار الخدمة دون انقطاع خاصة في أوقات الذروة.
تحذير من خطورة تكرار الحوادث
حذر متخصصون في تكنولوجيا المعلومات من خطورة تكرار مثل هذه الحوادث، مشيرين إلى أن البنية التحتية الرقمية في مصر تحتاج إلى تحديث وتحصين مستمر، لا سيما مع تزايد الاعتماد على الإنترنت في كافة نواحي الحياة اليومية، من تعليم وصحة وخدمات حكومية.
وزارة الاتصالات تتابع التطورات
من جانبها، أكدت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أنها تتابع الموقف عن كثب، وأنها على تواصل مستمر مع الشركة المسؤولة للتأكد من سرعة استعادة الخدمة وتحليل أسباب العطل. وأشارت الوزارة إلى أن هناك لجنة فنية تدرس الإجراءات الوقائية داخل مراكز البيانات.
خسائر اقتصادية وخدمية متوقعة
أدى الانقطاع المؤقت إلى تأثر عدد من الشركات العاملة في مجالات التجارة الإلكترونية والخدمات الرقمية، حيث واجهت بعض المواقع الإلكترونية مشكلات في التواصل مع العملاء، مما تسبب في تأخير الطلبات وتعطل عمليات الدفع الإلكتروني في عدد من الحالات.