الشرق الأوسط على صفيح ساخن: قمة شرم الشيخ، هدنة غزة الهشة، وتبادل الأسرى المرتقب

تُواجه منطقة الشرق الأوسط حاليًا لحظة تاريخية دقيقة يسودها التوتر، حيث تتقاطع الآمال الحذرة في التوصل إلى تهدئة مع المخاوف العميقة من انهيار وشيك. تأتي هذه التطورات بينما تنطلق التحضيرات لقمة سياسية حاسمة في مدينة شرم الشيخ المصرية، متزامنة مع وضع هدنة هشة وظروف إنسانية حرجة للغاية في قطاع غزة.
بهذه الكلمات، مهدت صحيفة “لوتان” السويسرية لتقريرها حول الحراك السياسي والإنساني الحالي في المنطقة.

الحالة الإنسانية والعودة إلى شمال غزة
أشارت الصحيفة، في البداية، إلى عودة آلاف العائلات من جنوب قطاع غزة إلى منازلهم في الشمال، وذلك وسط مشهد من الدمار الشديد الذي طال القطاع خلال الشهور الماضية. تتم هذه العودة في ظروف صعبة للغاية، تتسم بندرة الوقود وارتفاع أسعار المواصلات، مما دفع العديد من السكان للسير على الأقدام لمسافات طويلة.
ولفتت الكاتبة فاني ليونور كروزيه إلى أن روح الصبر والصمود لا تزال سائدة بين الكثيرين، مستشهدة بحالة فداء، وهي أم لأربعة أطفال لجأت إلى خيمة وتنتظر الظروف المناسبة للعودة إلى منزلها المدمر.
خطة الأمم المتحدة الطارئة لدعم غزة
في هذا السياق، أعلنت الأمم المتحدة عن خطة طارئة مدتها 60 يومًا تهدف إلى إعادة توزيع المساعدات في قطاع غزة. وتشمل هذه الخطة النقاط الحيوية التالية:
- إدخال 170 ألف طن من المواد الغذائية والطبية الضرورية.
- صلاح شبكات المياه والصرف الصحي المتضررة.
- توفير آلاف الخيام استعدادًا لقدوم فصل الشتاء.
- إعادة فتح المدارس لأكثر من 70 ألف طفل.
رغم هذا البرنامج الطموح، لا تزال المخاوف قائمة بشأن قدرة المؤسسات الإنسانية على تلبية الاحتياجات المتزايدة، خاصة مع تفاقم حالة المجاعة وسوء التغذية التي تهدد ما يقرب من نصف مليون شخص.

ملف تبادل الأسرى بين إسرائيل والفلسطينيين
على الصعيد السياسي الأكثر توترًا، تتجه الأنظار نحو ملف تبادل الأسرى بين إسرائيل والفلسطينيين، والذي يشهد تحفظًا وتوترًا كبيرًا، وفقاً للصحيفة السويسرية. إذ يُنتظر الإفراج عن 48 إسرائيليًا (ما بين حي وميت)، مقابل مئات المعتقلين الفلسطينيين.
وفي الضفة الغربية، تسود أجواء حذر شديد؛ فقد تلقت العائلات تعليمات صارمة من الجيش الإسرائيلي تمنع أي احتفالات علنية بالإفراج. ويأتي هذا في ظل تهديدات وعمليات دهم إسرائيلية استباقية. كما أشارت الصحيفة إلى أن مصادر ذكرت احتمال تغيير قوائم المفرج عنهم في اللحظة الأخيرة، مما يثير قلق أهالي الأسرى من استبعاد أحبائهم إذا ما تحدثوا لوسائل الإعلام.
قمة السلام في شرم الشيخ والبحث عن حل مستدام
على المستوى الدولي، تستعد مدينة شرم الشيخ المصرية لاستضافة قمة سلام دولية مهمة. يشارك في القمة أكثر من 20 بلدًا، بالإضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
يترأس القمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الأميركي دونالد ترامب (بعد تجاوزه صدمة عدم الفوز بجائزة نوبل للسلام، وفقاً للوتان).
تهدف القمة بشكل أساسي إلى بحث سبل إنهاء الحرب في غزة وترتيبات مرحلة ما بعد حماس، سواء من خلال إدارة دولية، أو عربية، أو فلسطينية. ومع ذلك، بدأت القمة في جو من الحزن إثر وفاة ثلاثة دبلوماسيين قطريين في حادث سير وقع قبيل انطلاق الحدث.
الخاتمة
في ظل هذا المشهد المعقد، تبقى الهدنة الحالية في الشرق الأوسط مرهونة بتطورات ميدانية ودبلوماسية تتسم بالهشاشة الشديدة. كل طرف يرقب الآخر عن كثب، بينما يتابع العالم بقلق كبير هذا التأرجح المستمر بين بوادر الانفراج القليل وشبح الانهيار المدمر، حسب ما اختتمت به الصحيفة تقريرها الهام.



