هدية طائرة فاخرة من قطر لترامب تُشعل الجدل السياسي والإعلامي الأمريكي
هدية بقيمة 400 مليون دولار تثير تساؤلات حول النفوذ والفساد السياسي

لا يبدو أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قادر على قبول حتى هدية فاخرة دون أن تُثار حوله الشبهات. هذه المرة، كانت الهدية طائرة فارهة من طراز بوينغ 747-8 بقيمة 400 مليون دولار، مقدمة من العائلة الحاكمة في قطر – “قصر طائر” بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
مفاجأة لأنصار ترامب
لكن المفاجأة؟ حتى بعض من أشد أنصاره من حركة “اجعلوا أمريكا عظيمة مجددًا” (MAGA) أعربوا عن القلق من أن هذه الهدية قد تكون أكثر من مجرد إكرامية سياسية. يبدو أن الوعود القديمة بـ”تجفيف المستنقع” تحولت اليوم إلى التحليق فوقه في طائرة مذهّبة تعج بالكماليات.
“هدية شفافة”… لدرجة الفضيحة
ترامب وصف الصفقة بأنها “شفافة للغاية”، وربما كان صادقًا بذلك – فكل من يملك الحد الأدنى من البصيرة يمكنه رؤية البُعد السياسي للهدية. لا سيما أن الطائرة ستتحول لاحقًا إلى جزء من “مكتبته الرئاسية” المفترضة، في حال انتهاء ولايته الثانية. (ملاحظة: المكتبة قد تكون مجرد حمّام فخم في مارالاغو، حيث تُكدّس الوثائق خلف ستارة الدوش.)
مغازلة بالهدايا من موسكو والدوحة
الطائرة القطرية لم تكن الهدية الوحيدة المُثيرة للجدل مؤخرًا. فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين أهدى ترامب لوحة زيتية تمثل لحظة “بطولية” له وهو يلوّح بقبضته بعد محاولة اغتياله الصيف الماضي. ويبدو أن بوتين، بأسلوبه المعروف، يعرف كيف يربّت على غرور أصدقائه الأميركيين.
فساد في العلن بسعر زهيد
القلق الحقيقي لا يتعلق فقط بالقيم الرمزية لهذه الهدايا، بل بما تمثله: رئيس أميركي يتحرك بطائرة مدفوعة من دولة أجنبية، في مشهد يصعب تصنيفه خارج خانة تضارب المصالح أو حتى الفساد الفاضح.
إحساس بالغضب يتلاشى
ومع ذلك، فإن أكثر ما يخيف في هذه القصة، أن الإحساس بالغضب السياسي تآكل بشدة. ففي عصر ترامب، لم يعد الفساد يُشعر بالخطر بقدر ما صار جزءًا من الكوميديا السوداء اليومية. ربما لأن الرئيس السابق – والحالي أيضًا – يمتلك أعظم مواهب القرن: عدم الشعور بالعار على الإطلاق.