قرارات من السلطات المغربية والملكية بعدم إقامة شعيرة ذبح الأضاحي في عيد الأضحى المقبل

بقلم حنان عبدالمجيد نجاح

هل تعلم أن…

هناك قرارات من السلطات المغربية والملكية بعدم إقامة شعيرة ذبح الأضاحي في عيد الأضحى المقبل .

في 27 فبراير 2025، أعلن الملك محمد السادس أن المواطنين يُهيّبون بعدم إقامة شعيرة ذبح الأضاحي في هذا العيد، وذلك بسبب تراجع حاد في أعداد الماشية ومتطلبات بيئية واقتصادية ملحّة .

1. ما الأسباب؟

موجة جفاف سجلت انخفاضًا في الأمطار بنسبة 53% مقارنة بمتوسط الثلاثين سنة الأخيرة، ما أثّر في توافر الكلأ والمرعى .

الماشية انخفضت بنسبة نحو 38% منذ 2016، بحسب وزير الزراعة، ما جعل الأضاحي نادرة ومكلفة جدًا .

ارتفاع أسعار اللحوم تضاعف أعباء الأسر الخليجية، تجاوز 120 درهم للكيلو، ومرتقب أن يصل إلى نحو 200 درهم بعد العيد .

الاستيراد التعويضي: استورد المغرب نحو 100 ألف رأس من الأغنام من أستراليا، مع رفع الإعفاءات الجمركية لمواجهة الأزمة .

2. تاريخ مماثل: إيقافات سابقًا

سبق أن اتخذ الملك الراحل الحسن الثاني هذا الإجراء ثلاث مرات: عام 1963 خلال “حرب الرمال” مع الجزائر، لتوفير الموارد .

عام 1981 وسط أزمة اقتصادية وجفاف، مع إصرار بعض الأسر على الذبح سرًا .

عام 1996 نتيجة جفاف آخر بأثر كبير على الثروة الحيوانية، ما أجبر الملك وقتها على التضحية نيابة عن الشعب .

3. أهداف الإصدار الملكي

اقتصاديًا:

التخفيف عن المواطنين، وتهيئة الثروة الحيوانية لاستعادة التوازن، بدلاً من تفاقم الأزمة الاقتصادية .

شرعيًا:

الاستناد إلى الأصل الديني “السنة مؤكدة مع الاستطاعة” الذي يسمح بالتيسير عند الحاجة، والملكية ترى أن الظروف الحالية تطلب الامتناع .

إنسانيًا:

حماية الفئات ذات الدخل المحدود من ضغوط الاحتفال التقليدي المكلف .

4. ردود فعل المجتمع

رحّبت أحزاب مثل حزب “التجمع الوطني للأحرار” وقوى من المعارضة بالخطوة، معتبرين أنها “قرار حكيم” يستند إلى مبدأ التيسير ورفع الحرج .

بحسب تقرير BBC، انتشرت أصوات بين المواطنين تطالب بالإلغاء لجبر عقلية من لا يستطيع:

“نتمنى أن يلغى الاحتفال بعيد الأضحى هذا العام… حتى لا يُحرج الفقراء” .

على Reddit، قال مغاربة:

> “Nobody have to say anything… if you can’t afford a sheep… it’s totally fine” ، و:

“I think this is a wise decision… Islam teaches us to be adaptable…” .

5. الخلاصة

لماذا المنع؟ بسبب تراجع مخزون الماشية، معاناة البيئية، وارتفاع الأسعار، وهذا يتوافق مع ممارسات سابقة.

الهدف هو حماية الفئات الأشد فقراً، وترشيد استخدام الموارد، دون المساس بالدين، بل بالإمكان تأدية الشعيرة عند القدرة.

ردود الأفعال كانت متوازنة:

بين من اعتبرها تيسيرًا حكيمًا، وآخرين يفضّلون ترك الاختيار للطبيعة الفردية والدينية دون توصيات عام

يدعو هذا القرار إلى وقفة تأمل حول التوازن بين الموروث الديني والتحديات الواقعية، ويدفع بالمجتمع لإعادة تقييم علاقة العيد بالمظاهر والتضحية من أجل المحتاجين قبل التقاليد.