الاقتصاد

زيلينسكي يستنجد بأوروبا: دعم رواتب الجنود أو خسارة المعركة النفسية.

بين فشل التجنيد وتقدم الروس... كييف تطالب المانحين بتوسيع الدعم ليشمل رواتب العسكريين.

في ظل تزايد الضغوط العسكرية والفتور الشعبي، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي شركاءه الأوروبيين لتوسيع الدعم العسكري بحيث يشمل أيضاً تمويل رواتب الجنود، معتبراً أن “الجنود هم السلاح الأهم”، وليس فقط العتاد. وأوضح خلال مؤتمر صحفي في كييف أن تعزيز صمود الجنود يتطلب دعماً مالياً مباشراً، وليس الاكتفاء بشحنات الأسلحة، مضيفاً:

“لا يمكننا حماية أوروبا فقط بالبندقية. من يقاتل يجب أن يشعر بأننا نقف معه”.

 

أزمة تجنيد واحتقان داخلي: الحماس يتراجع والشارع غاضب

مع دخول الحرب عامها الرابع، تواجه أوكرانيا صعوبات غير مسبوقة في تجنيد الجنود الجدد.

خفض سن التجنيد الإجباري من 27 إلى 25 لم يؤدِ إلى نتائج تُذكر، فيما يرفض زيلينسكي خفضه أكثر رغم الضغط الغربي، مشيرًا إلى أن الخطوة قد تُحدث أزمة ديموغرافية وتزيد من الغضب الشعبي. وفيما تحشد روسيا عشرات الآلاف عبر حوافز مالية ضخمة، تحتاج أوكرانيا إلى 30,000 مجند شهرياً، لكنها لا تحقق هذا الرقم، ما يثير القلق في صفوف القيادة العسكرية.

 

العجز المالي يتضخم: نفقات الحرب تهدد الاقتصاد

كشف زيلينسكي أن بلاده تواجه عجزاً يقدر بـ40 مليار دولار سنوياً، مع الحاجة إلى 25 مليار دولار إضافية لدعم الإنتاج الدفاعي.

وتشمل أولويات التمويل العاجلة نحو 6 مليارات دولار لإنتاج المسيّرات الاعتراضية، لمواجهة الهجمات الروسية المتزايدة.

طلبات عسكرية مستعجلة: باتريوت ومسيّرات في قلب المعادلة

أوضح زيلينسكي أن كييف تسعى إلى الحصول على 7 بطاريات دفاع جوي من طراز “باتريوت”، في وقت وافقت فيه ألمانيا على تزويد أوكرانيا ببطاريتين، والنرويج بواحدة، فيما تجري محادثات مع هولندا لتوفير المزيد.

من جهة أخرى، كشف عن موافقة مبدئية أمريكية لشراء مسيّرات أوكرانية ضمن صفقة قد تصل إلى 30 مليار دولار.

 

تباين في الروايات الميدانية: كييف تُطمئن والتقارير تُحذر

فيما أكد زيلينسكي أن قواته تبطئ التقدم الروسي، تشير تقارير ميدانية إلى تراجع مقلق.

منظمة “ديب ستيت” المقرّبة من وزارة الدفاع الأوكرانية قالت إن الروس يحققون أسرع تقدم لهم منذ عام، خاصة في شرق البلاد.

كما وصف مركز “فرونتلجنس إنسايت” الوضع حول مدينة باكروفسك بـ”الحرج”، مؤكدًا اقتراب القوات الروسية من كوستيانتينيفكا وسط قصف مكثف بالطائرات المسيّرة.

 

مكافحة الفساد على طاولة الإصلاح: محاولة لطمأنة الداخل والخارج

أعلن زيلينسكي عن تقديم مشروع قانون يعيد الاستقلال الكامل إلى مكتب مكافحة الفساد ومكتب الادعاء المتخصص، بعد انتقادات حادة لقانون سابق أثار احتجاجات داخلية.

يتضمن القانون الجديد اختبارات كشف الكذب لكل موظف تربطه علاقة قرابة بروسيا، في محاولة لتقليل النفوذ الأجنبي داخل مؤسسات الدولة.

 

اختبار وجودي: بين ضغط الجبهات وتآكل الثقة الشعبية

رسالة زيلينسكي إلى أوروبا تحمل في طياتها تحذيراً مبطناً: تجاهل الجانب الإنساني والاقتصادي للصراع قد يكون بنفس خطورة تجاهل الجانب العسكري.

ومع تقدم الروس على الأرض، والتململ الشعبي في الداخل، يقف زيلينسكي عند مفترق طرق حاسم — بين تعبئة دبلوماسية عاجلة أو مواجهة أزمة سياسية وعسكرية قد تهدد استقرار كييف من الداخل.

 

أقرأ ايضاً:

 

حين تتحول النوايا البيئية إلى كوارث اقتصادية: دعم يتحول إلى فساد.

 

 

سولين غزيم

سولين غزيم صحفية سورية ، تتميز بقلمها الجريء واهتمامها العميق بالقضايا الإنسانية والاجتماعية. تعمل على تسليط الضوء على هموم الناس بصوت صادق، وتنقل الحقيقة من قلب الحدث بموضوعية وشغف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى