ترامب يشرف على توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين تايلاند وكمبوديا مع بدء جولته الآسيوية

بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جولة آسيوية تستمر خمسة أيام تشمل ماليزيا واليابان وكوريا الجنوبية، هي الأولى له في المنطقة منذ توليه منصبه في يناير، حيث شهد اليوم الأول منها توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار بين تايلاند وكمبوديا.
وجرت مراسم التوقيع في العاصمة الماليزية كوالالمبور أمام لافتة تحمل شعار «نحو السلام»، حيث وقّع رئيس الوزراء التايلاندي أنوتين تشارنفيراكول ونظيره الكمبودي هون مانيت اتفاقًا موسعًا لوقف إطلاق النار، بعد نزاع حدودي استمر خمسة أيام في يوليو الماضي وأسفر عن مقتل 48 شخصًا وتشريد نحو 300 ألف.
وذكرت التقارير أن ترامب لعب دورًا حاسمًا في التوصل إلى الاتفاق، مهددًا بتجميد المفاوضات التجارية بين واشنطن وكلا البلدين إذا استمرت الأعمال العدائية. وقال ترامب خلال المراسم:
“ستشهد الولايات المتحدة تعاونًا وتجارة مزدهرة مع البلدين طالما يسود بينهما السلام.”

ويشمل الاتفاق الجديد التزام الجانبين بسحب الأسلحة الثقيلة من المنطقة الحدودية، والتعاون في إزالة الألغام، وإفراج تايلاند عن 18 جنديًا كمبوديًا محتجزين لديها.
وأشاد هون مانيت بالاتفاق قائلًا: “هذا الإعلان يشكّل أساسًا لبناء سلام دائم وإعادة ترميم العلاقات بين البلدين.”
بينما أكد أنوتين أن الاتفاق يجسد إرادة الطرفين في حل الخلافات “بطرق سلمية مع احترام السيادة والسلامة الإقليمية لكل دولة.”
وخلال يوم حافل بالمباحثات الاقتصادية، التقى ترامب الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، معلنًا عن “صفقات تجارية جيدة للطرفين”. كما أبرمت واشنطن وفيتنام اتفاقًا إطاريًا يحد من الرسوم الجمركية المتبادلة بين 0% و20%.
ووقّع ترامب كذلك اتفاقًا تجاريًا مع ماليزيا يضمن للولايات المتحدة وصولًا غير مقيد إلى المعادن الإستراتيجية مقابل فرض تعريفة جمركية بنسبة 19% على السلع الماليزية، مشيرًا إلى أنه يتوقع اتفاقًا مشابهًا مع تايلاند قريبًا.
وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوتر التجاري بين واشنطن وبكين، بعد إعلان الصين حظرًا مفاجئًا على تصدير المعادن النادرة المستخدمة في الصناعات الدفاعية وأشباه الموصلات، ما أثار اضطرابًا في الأسواق العالمية. وتسعى الولايات المتحدة حاليًا إلى تنويع سلاسل توريدها عبر اتفاقات مع دول مثل أستراليا.
ومن المقرر أن يلتقي ترامب بالرئيس الصيني شي جين بينغ في اليابان ضمن جولته، وسط توقعات بأن يتناول اللقاء ملفات حساسة تشمل هونغ كونغ وتايوان.
وكان وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو قد قلل من المخاوف بشأن احتمال تخلي واشنطن عن تايوان مقابل مكاسب تجارية، مؤكدًا: “لا أحد يفكر في مثل هذا الأمر.”
وأضاف ترامب تعليقًا على احتمال غزو الصين لتايوان: “آمل ألا يحدث ذلك… سنرى.



