كوريا الشمالية تتجاهل جارتها مجددًا رغم مبادرات الجنوب التصالحية
رئيس كوريا الجنوبية الجديد يمد اليد للحوار.. وبيونغ يانغ ترد بالصمت والرفض

رغم مبادرات الرئيس الكوري الجنوبي الجديد، لي جاي-ميونغ، لإعادة بناء العلاقات مع كوريا الشمالية، تواصل بيونغ يانغ تجاهل الدعوات المتكررة للحوار، في موقف يعكس تغيرًا جذريًا في استراتيجيتها تجاه الجنوب ويعزز القطيعة المستمرة بين الجارتين.
سياسة الانفتاح القديمة لم تعد تُجدي
منذ أواخر التسعينيات، سعت حكومات الجنوب ذات التوجه التقدمي إلى فتح قنوات التواصل مع الشمال، مستندة إلى ما عُرف بـ”سياسة الشمس المشرقة” التي أطلقها الرئيس الأسبق كيم داي-جونغ.
رغم أن الرئيس الأسبق مون جاي-إن أعاد تبني هذا النهج في 2017، فإن كوريا الشمالية كانت قد أصبحت بالفعل قوة نووية تعلن عن قدراتها بلا تردد.
لقاءات القمة بين الكوريتين في 2018 بدت واعدة حينها، لكنها لم تؤدِ إلى نتائج ملموسة.
فبيونغ يانغ لم تُظهر أي استعداد للتخلي عن أسلحتها النووية أو تحسين سجلها الحقوقي، بل عاد التوتر سريعًا بعد توقف المحادثات مع واشنطن.
مبادرات لي جاي-ميونغ تصطدم بالجمود
مع بداية ولايته، أوقف الرئيس لي البث الدعائي عبر مكبرات الصوت على الحدود، وردّت كوريا الشمالية بخطوة مماثلة.
كما تبنى نهجًا مرنًا تجاه النشطاء الذين يرسلون منشورات دعائية إلى الشمال، رغم الجدل القانوني المحيط بالقرار.
خطابه الرئاسي الأخير تضمن إشارات إلى الرغبة في الحوار، مع تأكيد على تعزيز التعاون مع الولايات المتحدة واليابان.
لكن الواقع السياسي في المنطقة بات أكثر تعقيدًا، ولا يبدو أن كوريا الشمالية مستعدة للاستجابة لأي من تلك المبادرات.
بيونغ يانغ: لا حوار ولا وحدة
منذ عام 2021، أغلقت كوريا الشمالية جميع قنوات الاتصال مع الجنوب، متجاهلة دعوات سيول لإعادة فتح “الخط الساخن”.
في ديسمبر 2023، أعلن الزعيم كيم جونغ أون رسميًا أن إعادة التوحيد لم تعد هدفًا قوميًا، بل وصف الجنوب بأنه “عدو يجب مواجهته”.
مع تعميق تحالفها مع روسيا، تبدو كوريا الشمالية أكثر انغلاقًا من أي وقت مضى، وأقل استعدادًا للانخراط في أي حوار، مهما بدا وديًا أو عمليًا من جانب الجنوب.
قمع الحريات لا يغيّر مواقف الشمال
في الوقت الذي يشدد فيه الجنوب من إجراءاته ضد إرسال المنشورات الدعائية إلى الشمال، بحجة عدم استفزاز بيونغ يانغ، يرى مراقبون أن هذه الخطوة لن تغير شيئًا من موقف كوريا الشمالية المتصلب، التي لطالما تجاهلت هذه الأنشطة ولم تربط سلوكها بها.
كوريا الشمالية لا ترى في الجنوب شريكًا للحوار، بل تعتبره تابعًا للولايات المتحدة. ومع تصاعد التوترات الإقليمية وتبدّل موازين التحالفات، يبدو أن حلم المصالحة بين الكوريتين قد دخل مرحلة سبات طويلة، يصعب أن تنتهي بتغيّر السياسات في سيول فقط