اتصال مرتقب بين ترامب وبوتين بشأن أوكرانيا وسط تشاؤم متبادل وتوقعات محدودة
ترامب يعود للساحة الدولية: محادثات بوتين وزيلينسكي تعيد واشنطن إلى قلب الأزمة

بينما تتجه الأنظار الدولية نحو محادثات السلام المتعثرة بين روسيا وأوكرانيا، تسعى إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإعادة إحياء دورها كلاعب محوري في حل النزاع، عبر سلسلة من التحركات السياسية والدبلوماسية المكثفة، أبرزها المحادثات الهاتفية التي أجراها الرئيس مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، والمحادثات المرتقبة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. لكن رغم الزخم الظاهري، تسود أجواء من الحذر والتشكيك في فرص تحقيق اختراق حقيقي، وهو ما تعكسه تصريحات مسؤولي البيت الأبيض والكرملين على حد سواء، الذين شددوا على أن أي تقدم سيحتاج إلى “عمل شاق وطويل”. وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز
من جهة أخرى، تتوسع أجندة ترامب الداخلية لتشمل تغييرات مثيرة للجدل داخل المؤسسة القضائية، مثل ترشيح المحامي الفيدرالي السابق إيميل بوف لمنصب قاضٍ بمحكمة الاستئناف، في خطوة اعتبرها مراقبون ترسيخاً لهيمنة “الترامبية” على القضاء الأمريكي. وفي سياق العلاقات الخارجية، حمل نائب الرئيس جاي دي فانس رسالة شخصية من ترامب إلى البابا ليو الرابع عشر خلال لقائهما في الفاتيكان، في محاولة لبناء صفحة جديدة مع الكنيسة الكاثوليكية بعد سنوات من التوتر. هذه التحركات المتزامنة ترسم ملامح إدارة تسعى للهيمنة على مفاصل السياسة الداخلية والخارجية، رغم الرياح المعاكسة من خصومها الديمقراطيين وتحديات المشهد العالمي.
محادثات ترامب-بوتين حول أوكرانيا
أجرى الرئيس دونالد ترامب محادثة هاتفية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين لمناقشة الحرب المستمرة في أوكرانيا، وسط توقعات متواضعة بتحقيق تقدم ملموس. المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أكد أن حل النزاع سيتطلب “عملاً شاقًا وربما طويلاً”، بينما أوضحت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، أن ترامب يشعر بـ”الإرهاق والإحباط” من كلا الطرفين، ما يعكس حجم التعقيد الذي يواجه جهود الوساطة الأمريكية، والتي ترتكز إلى حد كبير على قدرة ترامب على التفاوض الشخصي، رغم إخفاق المبادرات السابقة.

نائب الرئيس في الفاتيكان: محاولة لإعادة بناء الجسور
التقى نائب الرئيس الأمريكي جاي دي فانس بالبابا ليو الرابع عشر في أول لقاء خاص بين الجانبين منذ انتخاب الأخير. فانس سلّم رسالة شخصية من ترامب وزوجته إلى البابا، تضمنت دعوة رسمية لزيارة البيت الأبيض. اللقاء يأتي وسط توترات قائمة بين الكرسي الرسولي والإدارة الأمريكية، لا سيما حول قضايا الهجرة واللاهوت، إلا أن انتخاب بابا جديد قد يفتح نافذة لإعادة ضبط العلاقات، خصوصًا أن البعض يرى في ليو شخصية أكثر براغماتية رغم محافظته الدينية.

مشروع قانون ترامب الاقتصادي يواجه انقسام الجمهوريين
نجح الرئيس ترامب في إحياء مشروع قانون ضخم يتضمن تخفيضات ضريبية وتقليصات في الإنفاق، بعد أن وافق عدد من الجمهوريين المحافظين على تمريره. لكن رغم هذا التقدم، لا يزال الانقسام قائماً داخل الحزب، خاصة مع استمرار الضغوط لإجراء تخفيضات أعمق في برامج الرعاية الصحية والبيئة. المشروع يمثل ركيزة في أجندة ترامب الاقتصادية، ويعكس رغبته في ترسيخ إرثه المالي قبل انتهاء ولايته الثانية.

ترشيح إيميل بوف لمحكمة الاستئناف يثير الجدل
يدرس الرئيس ترامب ترشيح إيميل بوف، المسؤول البارز في وزارة العدل والمحامي السابق ضمن فريق دفاعه، لعضوية محكمة الاستئناف الثالثة. بوف، الذي قاد سياسات مثيرة للجدل في ملف الهجرة وتدخل لإسقاط قضايا فساد، يمثل تيارًا قوياً داخل الإدارة يسعى لإعادة تشكيل القضاء الأمريكي. وفي حال ترشيحه، من المتوقع أن يواجه معركة صعبة في مجلس الشيوخ، خاصة من الديمقراطيين الذين سيستغلون جلسات الاستماع لتسليط الضوء على قراراته السابقة.

موقف أمريكي متشدد تجاه إيران والبرنامج النووي
أعلن المبعوث الأمريكي الخاص بإيران، ستيف ويتكوف، أن الولايات المتحدة لن تقبل بأي شكل من أشكال تخصيب اليورانيوم في إطار الاتفاق النووي الجديد، في موقف قوبل برفض سريع من الجانب الإيراني. هذا التصعيد يعكس تغيراً في نهج واشنطن التفاوضي مقارنة بالاتفاق السابق في عهد أوباما، ويعيد ملف إيران النووي إلى واجهة المواجهة الدبلوماسية في الشرق الأوسط.

تعثر في المفاوضات الروسية الأوكرانية رغم مبادرات السلام
التقى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بفريقه التفاوضي عقب محادثات مباشرة مع الجانب الروسي في إسطنبول، هي الأولى منذ ثلاث سنوات. زيلينسكي أكد أن الاجتماع “أثبت التزام أوكرانيا بالسلام، مع ضرورة الضغط على روسيا”. ورغم الإشارات الإيجابية، تبقى العقبات كثيرة، أبرزها غياب الثقة المتبادل وتعقيدات الميدان العسكري، ما يجعل أي تسوية سياسية بعيدة المنال.

البابا الجديد يلمح لدور فاعل في الوساطات الدولية
في خطوة رمزية، أبدى البابا ليو الرابع عشر استعداد الكنيسة الكاثوليكية للقيام بدور وساطة في النزاعات العالمية، بما فيها الحرب في أوكرانيا، بحسب ما نقله نائبه عقب اللقاء مع زيلينسكي. البابا الذي خلف فرانسيس المعروف بمواقفه المنتقدة لإدارة ترامب، قد يكون نقطة توازن جديدة بين الدين والسياسة في الحقبة الحالية، مع مؤشرات على رغبة مشتركة في تجاوز الخلافات السابقة.
ترامب يعلّق على مرض بايدن ويبعث برسالة تصالحية
عقب إعلان إصابة الرئيس السابق جو بايدن بنوع عدواني من سرطان البروستاتا، أصدر ترامب بيانًا أعرب فيه عن “حزنه” متمنيًا لبايدن الشفاء العاجل، دون أن يُجرى أي اتصال مباشر بين الطرفين حتى الآن. هذه الرسالة، وإن بدت بروتوكولية، قد تعكس تحولاً تكتيكياً في خطاب ترامب تجاه منافسيه مع اقتراب انتخابات 2028.
إقرأ ايضًا:
ترامب يقلب الطاولة على نتنياهو: تحالفات جديدة ترسم خريطة شرق أوسط بلا تل أبيب