لفتت داليا الحزاوي، مؤسسة ائتلاف أولياء أمور مصر والخبيرة الأسرية، الأنظار إلى التفاعل الكبير على وسائل التواصل الاجتماعي حول توقيف مشاهير تيك توك.، واستغربت من الفرحة التي أظهرها الكثيرون تجاه هذا الحدث، بالرغم من أن هؤلاء قد وصلوا إلى النجومية أساسا بسبب كثافة المشاهدات للمحتوى غير الهادف الذي يطرحونه.

طموحات الأبناء

وأشارت الحزاوي في تصريحات خاصة لـ ” العالم في دقائق” إلى أنه من المقلق أن طموحات الأبناء لم تعد مرتبطة بوظائف تقليدية مثل الطب أو الهندسة، بل أصبح الحلم هو أن يكونوا “يوتيوب” أو “تيك توكر” بغية الحصول على الشهرة والمال سريعًا.

وأضافت الحزاوي أن المحتوى المبتذل أصبح الأكثر مشاهدة، مما دفع البعض للتنافس في إنتاج مواد أكثر انحدارًا أخلاقيا، مشيرة إلى أن الأسباب وراء انتشار هذا النوع من المحتوى تشمل شعور أصحابها بالتهميش وانعدام التقدير، ليُصبح تيك توك منصة تحقق لهم الاعتراف والاهتمام الذي يفتقرون إليه في حياتهم.

وأكدت الحزاوي على ضرورة معالجة الأسباب التي تدفع الأبناء إلى الإدمان على متابعة هذا النوع من المحتوى، ومن أبرز هذه الأسباب الفراغ وعدم استغلال الوقت في أنشطة مفيدة كالهوايات والرياضة، وضعف التواصل بين الوالدين والأبناء.

دور الأسرة في تقديم الإرشاد والتوجيه

وشددت على أهمية دور الأسرة في تقديم الإرشاد والتوجيه إلى جانب الرقابة لما يشاهده الأبناء عبر التطبيقات المختلفة، مؤكدا عل ضرورة تعليم الأبناء كيفية اختيار المحتوى المناسب وتنمية وعيهم الرقمي لاختيار المضمون الهادف والبنّاء.

وأضافت أن ضعف الوازع الديني لدى الأبناء يعزز المشكلة، مما يتطلب من الأسرة التركيز على تطوير القيم الأخلاقية والدينية، وعلى الخطباء تجديد الخطاب الديني بأسلوب جذاب ولغة يفهمها الشباب.

واختتمت الحزاوي حديثها بأن الحرية والتكنولوجيا ليستا المشكلة بحد ذاتهما، لكن عندما تتحول المنصات الرقمية لأدوات لنشر محتوى يسيء للذوق العام ويحرض على ممارسات غير أخلاقية، يجب التدخل بشكل حازم.

وأوضحت أن الحل لا يكمن في إغلاق التطبيقات مثل تيك توك، لأن تطبيقات مشابهة ستظهر لاحقًا، بل في تفعيل القوانين ومحاسبة من يتجاوزها، معتبرة أن “من أمن العقاب أساء الأدب”.

ودعت إلى التركيز على إبراز نماذج تقدم محتوى إيجابي هادف يعكس القيم المنشودة.

أقرا أيضا

انخفاض تاريخي في أسعار السلع الأساسية بغزة مع دخول مساعدات جديدة