تقارير التسلح

البحرية الفرنسية تختبر جيلا جديدا من الأنظمة غير المأهولة:من الطائرات المروحية إلي الروبوتات تحت الماء

"الأنظمة غير المأهولة: مستقبل العمليات البحرية الفرنسية"

في خطوة تعكس تسارع وتيرة التحول التكنولوجي داخل القوات البحرية العالمية، أجرت البحرية الفرنسية مؤخرًا سلسلة تدريبات متقدمة على استخدام منظومات غير مأهولة تشمل طائرات استطلاع مروحية بدون طيار، وزوارق بحرية غير مأهولة، وأنظمة روبوتية تحت الماء.

التدريبات التي جرت في مناطق بحرية غرب فرنسا جاءت ضمن خطة شاملة للجيش الفرنسي لدمج التكنولوجيا الذكية والأنظمة الذاتية في العمليات العسكرية، خصوصًا في المهام الاستطلاعية ومكافحة الألغام وتأمين السواحل.

 

اختبار أنظمة متعددة في بيئة عمليات حقيقية

شملت التجارب تشغيل طائرات استطلاع مروحية من دون طيار ذات قدرة عالية على التحليق في ظروف جوية صعبة، إضافة إلى تشغيل زوارق سطحية غير مأهولة يمكن التحكم بها عن بُعد أو برمجتها للقيام بمهام استطلاعية مستقلة. كما جرى استخدام روبوتات تحت الماء مزودة بأجهزة استشعار وسونار متطور للقيام بمهام اكتشاف الأجسام المشبوهة أو المتفجرات في قاع البحر.

البحرية الفرنسية: التكنولوجيا لتعزيز “الوعي البحري”

في تصريحات رسمية، أكدت قيادة البحرية الفرنسية أن هذه المنظومات تمثل مستقبل العمليات البحرية، حيث تتيح مراقبة أوسع للمجال البحري دون تعريض الأرواح للخطر. وتهدف هذه التقنيات إلى تعزيز ما يُعرف بـ”الوعي البحري”، أي القدرة على جمع وتحليل البيانات من مختلف البيئات البحرية بشكل لحظي وفعال.

 

تعاون أوروبي في تطوير الأنظمة

تأتي هذه التدريبات في سياق تعاون بين فرنسا وشركات أوروبية دفاعية لتطوير أنظمة بحرية غير مأهولة، ضمن برنامج أوروبي مشترك لتعزيز الاستقلالية الدفاعية للقارة. وتُعد فرنسا من الدول الرائدة في تبني هذه التقنيات، وتسعى إلى جعلها جزءًا أساسيًا من استراتيجيتها البحرية بحلول 2030.

مواجهة التحديات الجديدة: الألغام والهجمات غير المتناظرة

تؤكد البحرية الفرنسية أن الأنظمة غير المأهولة تلعب دورًا مهمًا في مواجهة التهديدات الجديدة مثل الألغام البحرية، أو الهجمات عبر طائرات مسيّرة أو غواصات صغيرة يصعب اكتشافها. كما أن استخدامها في مناطق النزاع أو بالقرب من المياه الدولية المتنازع عليها يقلل من خطر التصعيد ويمنح القادة العسكريين خيارات تكتيكية أوسع.

تمهيد لتحول شامل في شكل البحرية المستقبلية

يرى خبراء عسكريون أن هذه التجارب تشير إلى تحول كبير في شكل القوات البحرية الفرنسية، حيث سيكون هناك توازن جديد بين السفن التقليدية والأنظمة الذكية غير المأهولة. ومن المتوقع أن تتوسع استخدامات هذه التكنولوجيا لتشمل مهام الإنقاذ، ومراقبة التلوث البحري، وحتى دعم المهمات الإنسانية.

عزة طارق

صحفية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى