تصريحات فجّرت الخلاف ومصالحة بلحظة صمت: زياد الرحباني يكشف المستور عن فيروز
حكاية العلاقة المركبة بين فيروز وابنها زياد الرحباني، التي انتهت بوداع مؤثر فاجأ الشارع اللبناني والعربي.

في لحظة إنسانية دافئة، استعاد الموسيقار الراحل زياد الرحباني تفاصيل المصالحة التي جمعته بوالدته، السيدة فيروز، بعد فترة من الجفاء بينهما، كاشفًا عن حيلة بسيطة لجأ إليها كي يكسر حاجز الصمت.
جاء ذلك خلال مقابلة سابقة له مع الإعلامية منى الشاذلي، أعادت قناة CBC نشر مقطع منها على صفحتها الرسمية بموقع “فيسبوك”، بعد وفاته، حيث قال:
“غشّيتها بطريقة ترد على التليفون، لأنها ما بتردش بسهولة، فعملت زيها، برن وأسكت. عملت كده مرة، وقفت، رجعت كررت، شافت الرقم، وقالتلي ألو، قولتلها: وأخيرًا! تكلمنا، وقالتلي: أخس عليك، وبعدها التقينا”.
زياد الرحباني يثير الجدل بتصريحات عن ميول فيروز السياسية.. وبيان ناري من ريما الرحباني
كان قد أثار الموسيقار زياد الرحباني جدلًا واسعًا عام 2013 بعد تصريحات إعلامية نسب فيها لوالدته، الفنانة الكبيرة فيروز، إعجابها بشخصيات سياسية مثيرة للجدل، من بينها الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، والرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، والزعيم السوفييتي جوزيف ستالين، وقائد ألمانيا النازية أدولف هتلر، إضافة إلى الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر.
التصريحات التي أدلى بها زياد لإحدى المجلات اللبنانية أثارت غضب فيروز وشقيقتها ريما الرحباني، خاصةً أن فيروز تُعرف بتحفظها الشديد إزاء الخوض في السياسة أو التعبير العلني عن مواقفها.
ردًا على ما قاله زياد، أصدرت ريما الرحباني بيانًا نفت فيه صحة ما نُسب إلى والدتها، مؤكدة أن تلك التصريحات لا تعبّر عنها، ووصفتها بأنها مجرد “اجتهادات زيادية لا تمثل فيروز”.
دعوات لإعلان الحداد الرسمي بعد وفاة زياد الرحباني
وفاة زياد الرحباني عن عمر ناهز 69 عامًا أشعلت موجة من الحزن العميق في الشارع اللبناني والعربي، حيث طالب عدد من الفنانين والمثقفين بإعلان حداد رسمي تكريمًا لمسيرته الاستثنائية في الموسيقى والمسرح والسياسة.
من بين أبرز الأصوات، جاءت الكاتبة والفنانة حنان حاج علي، التي نشرت عبر “فيسبوك” صورًا ومقاطع فيديو من جنازة الرحباني، وكتبت:
“في تشييع موزار لبنان والشرق الأوسط، الشعار الأوحد الذي رددته آلاف الحناجر في بيروت كان: زياد زياد زياد… لم ينجح أحد في احتكاره، لا تلفزيون ولا حزب ولا مسؤول… لأن زياد، في الجوهر، من حزب اجتمع فيه كل الكافرين بكل شيء إلا الفن والكرامة.”
وانتقدت غياب أي قرار رسمي لإعلان الحداد، معتبرة أن الدولة تفتقد الشجاعة لخرق الأعراف السياسية والدينية من أجل من يستحق فعلاً، وأضافت:
“كيف لا تعلن الحكومة اليوم حدادًا رسميًا على زياد؟ العزاء يكون بالفعل، لا بالكلام، العزاء يكون بمنح ابنها جزءًا من حقه.”

جنازة زياد الرحباني: وداع استثنائي لفنان غير تقليدي
صباح الأحد، انطلق موكب تشييع زياد الرحباني من أمام مستشفى خوري في منطقة الحمراء – بيروت، حيث احتشد الآلاف منذ الفجر، لتوديع صاحب الإرث الفني الكبير.
المشهد كان استثنائيًا، تخلله تصفيق حار، نثر الورود، رفع صوره، وإطلاق الزغاريد، في وداع لا يشبه إلا زياد ومسيرته المختلفة.
وكان الرحباني قد رحل مساء السبت، تاركًا خلفه أرشيفًا ضخمًا من المسرحيات والأغاني والمقطوعات الموسيقية، التي صنعت وعيًا فنيًا وثقافيًا عربيًا امتد لأكثر من 40 عامًا، وجعلت منه أحد أهم رموز الموسيقى المعاصرة في المنطقة.