نفط الكويت توسّع عمليات الحفر البحري: 18 بئراً جديدة ضمن برنامج الاستكشاف الثاني

أعلن خالد الملا، نائب الرئيس التنفيذي للاستكشاف والحفر في شركة نفط الكويت، أن الشركة تعتزم تنفيذ خطة طموحة لحفر 18 بئراً بحرية جديدة ضمن برنامجها الثاني للاستكشاف في المناطق البحرية. يأتي هذا التوسع في إطار استراتيجية الشركة لتعزيز إنتاج النفط والغاز من الموارد غير التقليدية، وتحديداً ضمن المياه الإقليمية الكويتية.
الحفر البحري… التحديات والتكلفة
وأكد الملا أن عمليات الحفر البحري تختلف جذرياً عن الحفر البري من حيث التكلفة والتعقيد، موضحاً أن “الحفر البحري دائماً مكلف”، وقد تصل تكاليفه إلى أربعة أو خمسة أضعاف تكلفة الحفر البري، نتيجة الحاجة إلى معدات وتقنيات متطورة، بالإضافة إلى الظروف البيئية الصعبة في أعماق البحر.
وأشار إلى أن الشركة تطبق اشتراطات بيئية صارمة خلال تنفيذ هذه العمليات، التزاماً بالحفاظ على النظام البيئي البحري، مما يضيف أعباء إضافية على ميزانية المشاريع، لكنه أمر غير قابل للتفاوض، في ظل توجهات الدولة نحو الاستدامة البيئية والطاقة النظيفة.
كشف بحري جديد في الجليعة
وكانت شركة نفط الكويت قد أعلنت في يناير/ كانون الثاني الماضي عن تحقيق اكتشاف بحري مهم في حقل الجليعة البحري، حيث قدرت الاحتياطات المكتشفة بنحو 800 مليون برميل من النفط متوسط الكثافة، إلى جانب حوالي 600 مليار قدم مكعب قياسية من الغاز المصاحب.
ويمثل هذا الكشف الثاني من نوعه في المياه الإقليمية، ويُعد خطوة مهمة على طريق تنويع مصادر الطاقة في البلاد، وتوسيع خريطة الاكتشافات البحرية التي أصبحت محوراً أساسياً في خطط شركة نفط الكويت المستقبلية.
الاستكشاف البحري: بوابة الكويت للطاقة المستدامة
تسعى الكويت من خلال برنامجها الثاني للاستكشاف البحري إلى تحقيق أمن الطاقة على المدى البعيد، وتوسيع رقعة التنقيب خارج الحقول التقليدية. ويأتي ذلك في إطار خطة الدولة لتنويع مصادر الدخل وتعزيز دور النفط البحري في دعم الاقتصاد الوطني، خصوصاً في ظل التحديات التي تواجه أسواق الطاقة العالمية.
وتؤكد شركة نفط الكويت أن هذه الخطوة ليست فقط بحثاً عن موارد جديدة، بل تمثل التزاماً بمواكبة التطورات التكنولوجية والمعايير البيئية العالمية، مما يعكس توجه البلاد نحو قطاع نفطي أكثر حداثة وكفاءة واستدامة.



