مصر ترفض تصريحات نتنياهو بشأن تهجير الفلسطينيين عبر معبر رفح

أعربت جمهورية مصر العربية، يوم الجمعة، عن رفضها القاطع للتصريحات المنسوبة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والتي تحدث فيها عن رغبته في تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة عبر معبر رفح الحدودي. واعتبرت القاهرة أن هذه التصريحات تندرج ضمن محاولات إسرائيل المستمرة لإطالة أمد التصعيد وزعزعة الاستقرار في المنطقة.
الخارجية المصرية: التهجير مرفوض تحت أي مسمى
وفي بيان رسم صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أكدت مصر أنها تتابع ببالغ القلق التصريحات التي نُسبت لنتنياهو، مشيرة إلى أنها تمثل “انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي والمواثيق الإنسانية، ومحاولة لتكريس سياسة العقاب الجماعي ضد الشعب الفلسطيني”.
وأضاف البيان أن مصر تدين وترفض بشكل قاطع أي محاولات لتهجير الفلسطينيين سواء كانت قسرية أو طوعية، معتبرة أن مثل هذه الخطط تأتي في سياق عمليات مكثفة تستهدف المدنيين، والبنية التحتية المدنية، ومقومات الحياة الأساسية داخل القطاع، بهدف الضغط على السكان لإجبارهم على مغادرة أراضيهم.
القاهرة: لا بديل عن بقاء الفلسطينيين في وطنهم
جددت مصر تأكيدها على حق الشعب الفلسطيني في البقاء على أرضه، ورفضها التام لأي محاولات لخلق واقع جديد عبر القوة العسكرية أو من خلال فرض حلول أحادية الجانب تتنافى مع الشرعية الدولية.
وأكدت أن موقفها ثابت في دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
دعوة لتحرك دولي عاجل لحماية المدنيين
وفي سياق متصل، دعت مصر المجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، إلى تحمّل مسؤولياته القانونية والأخلاقية في حماية الشعب الفلسطيني. وشددت الخارجية المصرية على أن “التقاعس الدولي في وقف الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة يشجع على مزيد من التصعيد، ويهدد بإشعال المنطقة برمتها”.
وأكدت القاهرة أن استمرار عمليات التهجير، واستهداف المستشفيات والمدارس ومراكز الإيواء، يقوض جهود التهدئة ويضرب عرض الحائط بكل المبادرات السياسية المطروحة.
مصر: محاولات فرض التهجير ستُقابل بالرفض الإقليمي
وحذرت مصر من أن محاولات فرض واقع التهجير الجماعي للفلسطينيين عبر معبر رفح أو أي نقاط حدودية أخرى ستُقابل برفض إقليمي واسع، مؤكدة أن مثل هذه الإجراءات تهدد الأمن القومي العربي، وتفتح الباب أمام موجة نزوح قد لا يمكن احتواؤها.
كما شددت على أن معبر رفح هو شريان حياة إنساني يُستخدم لنقل الجرحى والمساعدات، وليس أداة لتنفيذ أجندات سياسية تتعارض مع المبادئ الإنسانية والقانون الدولي.
موقف مصري راسخ في دعم القضية الفلسطينية
يأتي الموقف المصري الأخير في إطار ثوابت السياسة المصرية الداعمة للقضية الفلسطينية، والمتمسكة بضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل، يقوم على قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وفي الوقت الذي تتصاعد فيه التحذيرات الدولية من كارثة إنسانية في غزة، تؤكد مصر على ضرورة وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية فورًا، وإتاحة المجال أمام الجهود الدبلوماسية والإنسانية لمعالجة الوضع المتدهور في القطاع.