الوكالات

“الجارديان”: استقالة رئيس جامعة فيرجينيا تكشف عن معركة “ترامب” للسيطرة على “العقل الأمريكي”

المعركة الحقيقية: الهيمنة السياسية على التعليم العالي

أعلن جيمس رايان، رئيس جامعة فيرجينيا، استقالته يوم الجمعة، بعد سبع سنوات في منصبه. جاءت هذه الاستقالة بطلب من وزارة العدل الأمريكية، كجزء من تسوية تحقيق حول امتثال الجامعة لأوامر الرئيس دونالد ترامب بحظر برامج التنوع والمساواة والشمول (DEI).

وعلى الرغم من أن الجامعة كانت قد أغلقت مكتب DEI في مارس الماضي، إلا أن إدارة ترامب اعتبرت الإجراءات غير كافية. صرح رايان بأنه “لا يستطيع أن يقاتل فقط من أجل الحفاظ على وظيفته”، مؤكداً ولاءه العميق للمؤسسة التعليمية.

أولى خطوات اختراق الجامعات الأمريكية

تُعد هذه المطالبة باستقالة مسؤول جامعي هي الأولى من نوعها من قبل إدارة ترامب، ومن غير المرجح أن تكون الأخيرة. ففي الأسبوع نفسه، اتهمت الإدارة جامعة هارفارد بانتهاك قوانين الحقوق المدنية بسبب “معاملة الطلاب اليهود”.

كما أفرجت عن 175 مليون دولار من التمويل المجمد لجامعة بنسلفانيا، مشترطة منع المتحولين جنسيًا من المشاركة في فرق النساء، وحذف سجلات السباحة الشهيرة ليا توماس.

المعركة الحقيقية: الهيمنة السياسية على التعليم العالي

يرى الكاتب أن قضايا DEI أو المتحولين أو معاداة السامية ليست سوى ستار لفرض الهيمنة السياسية على التعليم العالي. ويؤكد أن ترامب وفريقه يسيرون على خطى رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان، الذي أنشأ ما يُعرف بـ”الديمقراطية غير الليبرالية” – أي الاستبداد المقنع بغطاء ديمقراطي.

خطوات “الديمقراطية غير الليبرالية” على الطريقة الأمريكية:

  • السيطرة على الجيش والاستخبارات: تم ذلك عبر استبدال المسؤولين المخلصين للمؤسسات بأتباع شخصيين.
  • ترهيب المشرّعين: تم من خلال تهديدهم بدعم خصومهم في الانتخابات، وخلق مناخ من الخوف.
  • تطويع القضاء: هذا قيد التنفيذ عبر تجاهل الأحكام القضائية.
  • خنق الإعلام المستقل: تم ذلك عبر الدعاوى القضائية وحظر الوصول.
  • ترويض الجامعات: وهذا هو الهدف الحالي من الهجوم.

استهداف التعليم: أداة سياسية فعالة

يعتبر الكاتب أن استهداف الجامعات يحظى بشعبية كبيرة بين قطاعات واسعة من الأمريكيين غير الحاصلين على شهادات جامعية، والذين يشعرون بالتهميش اقتصاديًا وثقافيًا من قبل النخبة الأكاديمية. لكن هذه الشعبوية الثقافية تخفي وراءها أيديولوجية معادية للعقل والتنوير، والتي يصفها الكاتب بأنها أقرب إلى الفاشية منها إلى السلطوية.

جاي دي فانس: العدو المعلن للجامعات

وصف السيناتور الجمهوري جاي دي فانس أساتذة الجامعات بأنهم “الأعداء”، ودعا لاعتماد نموذج أوربان لتطهير التعليم من “الهيمنة اليسارية”. وفي لقاء متلفز، أشار إلى أن الجامعات تمولها الدولة لكنها تخضع لسيطرة قوى تقدمية، داعيًا لإجبارها على الانفتاح على “الأفكار المحافظة”.

ما هي “الأفكار المحافظة” التي يدعون إليها؟

يتساءل الكاتب رايش بسخرية:

  • هل هي أن الاستبداد أفضل من الديمقراطية؟
  • أن القومية المسيحية البيضاء أفضل من التسامح؟
  • أن الداروينية الاجتماعية أفضل من الإنسانية؟

ويصف هذه المزاعم بأنها هراء خطير يهدد القيم الأساسية للتعليم.

الهدف الحقيقي: الجهل بوصفه أداة حكم

يرى الكاتب أن الهجوم لا يقتصر على الجامعات فحسب، بل يمتد ليشمل التعليم المدرسي أيضًا، حيث أعلنت وزارة التعليم عن حجب 6.8 مليار دولار من التمويل، بينما وعد ترامب بإلغاء الوزارة تمامًا.

ويختتم الكاتب مقاله بالقول:
“العدو الأول للاستبداد هو شعب متعلم. الجهل هو أداة الطغيان. لهذا منع مالكو العبيد القراءة، وحرق الفاشيون الكتب، وأغلق الطغاة الجامعات.”

اقرأ أيضاً:

الشرق الأوسط بين ترقب اتفاق غزة وهيمنة ترامب: تحليل شامل لأبرز المستجدات

إيمان زريقات

إيمان زريقات صحفية سورية متخصصة في القسم الخارجي وتغطية وكالات الأنباء العالمية، ولها خبرة واسعة في متابعة الأخبار الدولية وتقديم تقارير دقيقة وشاملة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى