عرب وعالم

ماكرون: ضم الضفة الغربية سيكون “خطًا أحمر” لواشنطن ونهاية لاتفاقات أبراهام

أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن أي محاولة إسرائيلية لضم أجزاء من الضفة الغربية ستُعتبر “خطًا أحمر” بالنسبة للولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أبلغه أن مثل هذه الخطوة ستعني نهاية مسار التطبيع العربي-الإسرائيلي الذي انطلق مع اتفاقات أبراهام عام 2020. تصريحات ماكرون، التي جاءت في مقابلة مع قناة فرانس 24، تعد أوضح رسالة حتى الآن حول ما يجري خلف الكواليس من دبلوماسية محمومة لإعادة ترتيب المشهد السياسي بعد حرب غزة.

خطة فرنسية من ثلاث صفحات

ماكرون كشف أنه سلّم ترامب خطة تفصيلية من ثلاث صفحات حول مستقبل فلسطين، تستند إلى “إعلان نيويورك” الذي أيدته أكثر من 143 دولة. هذه الخطة تقترح استبعاد حركة حماس من أي دور في الحكم المستقبلي لغزة والضفة، وتركز على بناء مسار سياسي جديد يقود إلى سلام دائم. وأوضح الرئيس الفرنسي أن هدفه كان توحيد الموقف بين الولايات المتحدة وأوروبا والدول العربية، تمهيدًا لتسوية شاملة.

مخاوف أوروبية من الاعتراف بالمستوطنات

في بريطانيا، أبدت دوائر رسمية قلقها من احتمال أن يلجأ ترامب إلى الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على المستوطنات المقامة في الضفة، كنوع من الرد على قرارات أوروبية وأسترالية بالاعتراف بدولة فلسطين. خطوة كهذه، إذا تمت، ستقضي على أي فرصة لحل الدولتين، وتكرّس واقعًا سياسيًا جديدًا في الأراضي المحتلة.

اتفاقات أبراهام على المحك

ماكرون شدد على أن ضم الضفة لن يُفشل فقط الجهود الرامية إلى إنعاش عملية السلام، بل سيقوض أيضًا واحدًا من أبرز إنجازات إدارة ترامب الأولى: اتفاقات أبراهام. وأوضح أن الإمارات العربية المتحدة أرسلت رسائل واضحة بأن التطبيع لا يمكن أن يستمر إذا مضت إسرائيل في خطط الضم. هذا الموقف يضع نتنياهو أمام معضلة سياسية معقدة بين ضغوط حلفائه اليمينيين وبين التهديد بفقدان الدعم الأمريكي والعربي.

انتقاد لنهج نتنياهو في غزة

الرئيس الفرنسي لم يكتف بالتحذيرات، بل انتقد صراحة الاستراتيجية الإسرائيلية في غزة، معتبرًا أن “الحرب الشاملة” لم تحقق أهدافها. وقال إن أعداد مقاتلي حماس لم تتراجع، بينما تزداد معاناة المدنيين والرهائن. وأكد أن أولويات نتنياهو لا تتمثل في الإفراج عن الأسرى بل في مواصلة العمليات العسكرية، حتى لو كان ذلك على حساب فرص التفاوض.

احتمال عقوبات أوروبية

في سياق متصل، أشار ماكرون إلى أن استمرار الحرب دون أفق سياسي سيدفع أوروبا إلى دراسة خيارات بديلة، بما في ذلك فرض عقوبات على إسرائيل. ومع ذلك، أقر بوجود انقسامات داخل الاتحاد الأوروبي، خصوصًا مع دول مثل ألمانيا وإيطاليا، لكنه شدد على أنه يسعى لتغيير هذا الموقف عبر بناء توافق أوسع.

دعوة لمنح الفلسطينيين أفقًا سياسيًا

اختتم ماكرون بالتأكيد على أن منح الفلسطينيين أفقًا سياسيًا هو السبيل الوحيد لمنع المزيد من العنف. وقال: “إذا لم يُمنح الشعب الفلسطيني طريقًا سياسيًا للاعتراف بوجوده الشرعي الذي أقره المجتمع الدولي قبل 78 عامًا، فإن النتيجة الحتمية ستكون فقدان الأمل أو الانزلاق نحو موجات جديدة من العنف.”

اقرا ايضا

البيت الأبيض يستعد لفصل جماعي للموظفين في حال إغلاق حكومي 

نيرة احمد

نيرة أحمد صحفية مصرية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى