رقم قياسي جديد: الصين تضيف قدرات طاقه شمسيه ورياح تكفي لتغذية دول بأكملها
الصين تحقق رقمًا قياسيًا في إضافة قدرات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح

أضافت الصين بين يناير ومايو 198 غيغاواط من الطاقة الشمسية و46 غيغاواط من طاقة الرياح – كافية لتوليد كهرباء تعادل استهلاك دول مثل إندونيسيا أو تركيا.
في دفعة جديدة لتأكيد هيمنتها على قطاع الطاقة المتجددة، حققت الصين رقمًا قياسيًا غير مسبوق في مايو الماضي من حيث تركيب منشآت الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، في إطار مساعيها المتسارعة للتحول إلى الطاقة النظيفة. وبحسب تحليل للخبير لوري ميليفيرتا من معهد Asia Society Policy Institute، فإن منشآت الصين خلال مايو وحده قادرة على توليد كهرباء تكفي لتشغيل دول كاملة مثل بولندا أو الإمارات أو السويد.
ووفقًا للبيانات، بلغت قدرات الطاقة الشمسية الجديدة في مايو وحده 93 غيغاواط – ما يعادل تركيب نحو 100 لوح شمسي في كل ثانية. أما طاقة الرياح فقد أضافت الصين منها 26 غيغاواط، أي ما يعادل نحو 5,300 توربين جديد.
قفزة تاريخية في القدرات الشمسية
باحتساب إجمالي ما أُضيف في الأشهر الخمسة الأولى من 2025، تكون الصين قد أضافت 198 غيغاواط من الطاقة الشمسية و46 غيغاواط من الرياح، وهو رقم يكفي لتوليد الكهرباء اللازمة لدول كبيرة مثل إندونيسيا أو تركيا. كما تخطت الصين رسميًا حاجز 1,000 غيغاواط من الطاقة الشمسية المُركبة، وهو ما يمثل نصف إجمالي القدرة الشمسية المُركبة في العالم.
علق ميليفيرتا على هذا الإنجاز قائلًا: “كنا نعلم أن اندفاعة الصين نحو الطاقة المتجددة ستكون ضخمة، لكن هذا مذهل فعلًا”.
بين الإنجازات المناخية والتوترات السياسية
تأتي هذه القفزات في وقت تشهد فيه العلاقات المناخية بين بكين وواشنطن توترًا منذ تولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة، إذ انسحب حينها من اتفاقيات بيئية كبرى مثل اتفاق باريس للمناخ، مبررًا ذلك بعدم استعداد بلاده “لتدمير صناعاتها بينما تلوث الصين البيئة دون محاسبة”، على حد وصفه.
رغم ذلك، أرسلت واشنطن وفدًا غير رسمي من الباحثين والمسؤولين السابقين للمشاركة في محادثات مناخية ببكين، في إشارة إلى رغبة خجولة في إعادة الجسور البيئية بين القوتين.
تناقضات السوق الصينية تهدد الربحية
ورغم الأرقام الإيجابية، فإن واقع السوق ليس ورديًا بالكامل. فالطموح الصيني في قطاع الطاقة النظيفة يصطدم بالتنافسية الشرسة وانخفاض الأسعار إلى مستويات لا تغطي تكلفة الإنتاج، مما يعرض الشركات الكبرى في القطاع لخسائر متزايدة. فقد سجلت أكبر خمس شركات طاقة شمسية في الصين خسائر مجمعة تتجاوز 8 مليارات يوان خلال الربع الأول من 2025.
ووصف يانغ ليويو، المدير العام لشركة جيننغ تكنولوجي، أوضاع الصناعة بأنها تمر بـ”دورة موت”، بسبب ضغط الأسعار وتراجع الربحية، وفقًا لتقارير وسائل إعلام صينية.
الطاقة الخضراء كرافعة اقتصادية
الرئيس الصيني شي جين بينغ يربط بوضوح بين الأهداف المناخية والتنمية الاقتصادية، معتبرًا أن قطاع التكنولوجيا النظيفة – بما يشمله من الطاقة المتجددة والبطاريات وغيرها – يمثل ركيزة أساسية لإنعاش الاقتصاد الصيني المتباطئ.
وفي كلمة ألقاها في أبريل، أكد شي أن الصين بنت خلال السنوات الخمس الماضية “أكبر وأكمل سلسلة صناعية للطاقة الجديدة في العالم”، في إشارة إلى الطموحات المتعددة الطبقات التي تقود هذه الطفرة الخضراء.