أفضل وقت لاستذكار الدروس.. قبل النوم أو بعد الاستيقاظ؟

أكدت مؤسسة “مايو كلينك” الطبية الأمريكية أن أفضل وقت للمذاكرة يختلف من شخص لآخر، إذ لا توجد قاعدة ثابتة تُحدّد مواعيد دراسية مثالية لكل الطلاب. وأوضحت المؤسسة أن العامل الحاسم هو القدرة الفردية على التركيز والنشاط الذهني، وليس الساعة المحددة في اليوم.
تحديد الوقت المناسب يعتمد على نمط الشخص
بحسب تقرير المؤسسة، فإن بعض الأشخاص يكونون في قمة تركيزهم في الصباح الباكر، بينما يفضّل آخرون ساعات الليل المتأخرة. وأضافت أن معرفة الشخص بـ”نمطه البيولوجي” تساعده في تحديد أنسب توقيت للاستذكار، سواء قبل النوم أو بعد الاستيقاظ.
المذاكرة قبل النوم: فوائد واضحة ولكن بشروط
تشير الدراسات إلى أن المذاكرة قبل النوم يمكن أن تكون فعالة جدًا، خاصة عندما يتعلق الأمر بتثبيت المعلومات في الذاكرة طويلة المدى. من أبرز إيجابيات هذا التوقيت:
المعلومة تُعالج وتُخزن خلال النوم.
تحسّن القدرة على تذكّر المعلومات المعقدة.
يساعد في مراجعة المواضيع التي تتطلب تركيزًا ذهنيًا عاليًا.
ومع ذلك، هناك أيضًا سلبيات يجب الانتباه لها:
إرهاق الدماغ في حال تأخر وقت المذاكرة.
خطر الشعور بالنعاس أثناء الاستذكار.
احتمال أن تبدو المعلومات غير واضحة صباح اليوم التالي.
الدراسة بعد الاستيقاظ: دماغ نشيط ولكن ليس للجميع
من جهة أخرى، المذاكرة في الصباح الباكر لها مزايا متعددة، خاصة عندما يكون الدماغ في حالة نشاط ويقظة. ومن أبرز الإيجابيات:
ارتفاع التركيز والإبداع في بداية اليوم.
توقيت مثالي لحل المسائل الرياضية أو اكتساب مفاهيم جديدة.
يكون العقل خاليًا من التشتت.
لكن التوقيت الصباحي أيضًا لا يخلو من التحديات:
الاستيقاظ الكامل يحتاج وقتًا عند بعض الأشخاص.
أقل فاعلية للطلاب الذين يسهرون ليلًا.
إذا كانت جودة النوم رديئة، فإن الأداء الصباحي سيكون ضعيفًا.
الخلاصة: استمع لجسمك ونمطك العقلي
تلخص “مايو كلينك” موقفها بالتأكيد على أن الوقت المثالي للمذاكرة ليس “قانونًا علميًا”، بل مسألة فردية تمامًا تعتمد على الروتين الشخصي ونمط الحياة وجودة النوم. وتنصح المؤسسة الطلاب بتجربة الأوقات المختلفة وتحديد ما يناسبهم، مع أهمية الحفاظ على نمط نوم صحي وتجنب السهر المفرط.
توصيات الخبراء: التوازن هو المفتاح
ينصح الخبراء بألا يقتصر الطالب على وقت واحد للمذاكرة، بل ينوّع حسب نوع المادة ومزاجه الشخصي. فمثلًا: يمكن تخصيص الصباح للمواد التي تحتاج إلى تحليل منطقي، والمساء للمراجعة أو الحفظ. كما يُنصح بأخذ فترات راحة منتظمة، وشرب الماء، والابتعاد عن المشتتات الرقمية أثناء الاستذكار.