عرب وعالم

مادورو يلوّح بالكفاح المسلح في مواجهة أي هجوم أمريكي

تتصاعد حدة التوتر بين فنزويلا والولايات المتحدة في ظل تبادل الاتهامات والتهديدات المتبادلة. الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أعلن بوضوح استعداد بلاده للانتقال من المسار السياسي إلى الكفاح المسلح إذا تعرضت لأي اعتداء أمريكي. هذه التصريحات جاءت في وقت حساس، حيث تواصل واشنطن تعزيز وجودها العسكري في منطقة الكاريبي، في حين تتهم كاراكاس الإدارة الأمريكية بمحاولة فرض تغيير للنظام عبر القوة. وبينما تبرر الولايات المتحدة تحركاتها بأنها تستهدف مكافحة تهريب المخدرات والإرهاب، ترى فنزويلا أن الأمر يخفي نوايا سياسية أعمق تمس سيادتها واستقلالها.

 

 

مادورو: من السياسة إلى الكفاح المسلح

 

أكد مادورو في خطاب بثته شبكة “في تي في” الحكومية أن بلاده تمر بمرحلة سياسية، لكنه شدد على أن أي اعتداء أمريكي سيدفعها مباشرة نحو “مرحلة كفاح مسلح”. واعتبر الرئيس الفنزويلي أن ما تقوم به واشنطن ليس مجرد ضغط سياسي، بل خطة متكاملة تهدف إلى فرض تغيير النظام بالقوة. ودعا مادورو الولايات المتحدة إلى التخلي عن سياساتها التدخلية في فنزويلا وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، مطالبًا باحترام السيادة الوطنية والحق في السلام والاستقلال.

مادورو يهدد باللجوء للكفاح المسلح إذا هاجمت أمريكا فنزويلا

 

نشر مقاتلات أمريكية في بورتوريكو

 

تزامنًا مع تصريحات مادورو، كشفت تقارير إعلامية أمريكية أن وزارة الدفاع أمرت بنشر 10 طائرات من طراز “إف-35” في بورتوريكو. ووفق مصادر مطلعة، فإن الهدف المعلن لهذه الخطوة هو دعم العمليات ضد عصابات المخدرات التي تنشط في المنطقة. غير أن هذه الخطوة فُسرت من جانب كاراكاس بأنها تصعيد عسكري موجّه بالأساس نحو فنزويلا. ويثير هذا الانتشار العسكري تساؤلات حول ما إذا كانت واشنطن تمهّد لتدخل مباشر في شؤون البلاد، في ظل استمرار التصعيد المتبادل بين الطرفين.

واشنطن تنشر مقاتلات إف-35 قرب فنزويلا

 

مواجهة بحرية ترفع منسوب التوتر

 

أعلن البنتاغون عبر منصة “إكس” أن طائرتين عسكريتين فنزويليتين اقتربتا من سفينة تابعة للبحرية الأمريكية في المياه الدولية، معتبرًا ذلك “خطوة استفزازية” هدفت إلى عرقلة عمليات مكافحة المخدرات والإرهاب. في المقابل، رأت فنزويلا أن الوجود العسكري الأمريكي في محيطها البحري يهدد أمنها القومي ويبرر اتخاذ إجراءات دفاعية. هذه المواجهة البحرية تعكس مدى هشاشة الوضع، حيث يمكن لأي احتكاك محدود أن يتطور إلى صراع أوسع يصعب احتواؤه.

 

اتهامات متبادلة حول تهريب المخدرات

 

التوتر لم يتوقف عند المواجهات الجوية والبحرية، بل امتد إلى اتهامات مباشرة بالضلوع في تهريب المخدرات. فقد أعلنت واشنطن أنها استهدفت قبل أيام سفينة يُزعم ارتباطها بعصابة “ترين دي أراجوا” الفنزويلية، والتي تصنفها كمنظمة إرهابية أجنبية، مما أدى إلى مقتل 11 شخصًا. في المقابل، ترى كاراكاس أن هذه الاتهامات مجرد ذريعة تستخدمها الإدارة الأمريكية لتبرير تحركاتها العسكرية وتدخلاتها السياسية في المنطقة. وبينما تتصاعد هذه الحرب الكلامية، تبقى المخاوف من انزلاق الموقف إلى مواجهة عسكرية مفتوحة قائمة بقوة.

اقرأ أيضاً

زلازل متتالية تضرب شرق أفغانستان وتخلّف حصيلة مأساوية

إلى أين يتجه الصراع؟

 

توضح التصريحات النارية من مادورو والتحركات العسكرية الأمريكية أن الأزمة بين واشنطن وكاراكاس دخلت مرحلة أكثر خطورة. وبينما تصر الولايات المتحدة على مواجهة ما تسميه “خطر المخدرات والإرهاب”، ترى فنزويلا أن ما يحدث مجرد غطاء لمشروع سياسي يستهدف إسقاط نظامها.

ومع استمرار التصعيد وتبادل الاتهامات، يبقى السؤال مطروحًا: هل ستظل الأزمة محصورة في إطار الضغوط السياسية والاستعراضات العسكرية، أم أنها ستنفتح على مواجهة مسلحة واسعة قد تهدد استقرار منطقة بأكملها؟

رحمة حسين

رحمة حسين صحفية ومترجمة لغة فرنسية، تخرجت في كلية الآداب قسم اللغة الفرنسية وآدابها بجامعة عين شمس. تعمل في مجال الصحافة الثقافية والاجتماعية، إلى جانب عملها في الترجمة من الفرنسية إلى العربية. تهتم بقضايا حقوق الإنسان وحقوق المرأة، ولها كتابات مؤثرة في هذا المجال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى