كشف الأسرار: ديناصورات بلا حدود، ريش، جليد، وماء في العصور القديمة
ريش الديناصورات: من فرضية هامشية إلى حقيقة دامغة

بعد مرور 25 عامًا على عرض السلسلة الوثائقية الرائدة “المشي مع الديناصورات”، تعود البي بي سي بنسخة محدثة من العمل الذي نقل زئير الديناصورات إلى غرف المعيشة حول العالم. خلال تلك السنوات، لم يكن العلم في حالة سبات، فقد تم اكتشاف نحو 50 نوعًا جديدًا من الديناصورات سنويًا، كما أحدثت طفرة في تقنيات التصوير الرقمي والتشريح الافتراضي ثورة في فهم العلماء لشكل الديناصورات وسلوكها.
ريش الديناصورات: من فرضية هامشية إلى حقيقة دامغة
في تسعينيات القرن الماضي، كانت هناك دلائل محدودة على وجود ديناصورات مكسوة بالريش، لكن الحفريات آنذاك لم تكن محفوظة جيدًا، ولم تحظَ بالاهتمام الكافي. اليوم، تم توثيق العشرات من الأنواع المريّشة، ويُعتقد أن هناك أكثر من مئة نوع كان يمتلك ريشًا بناءً على سلالة أقاربها. هذا الاكتشاف يغيّر جذريًا فهمنا لتطور الديناصورات.
الديناصورات في القطب الشمالي: ليسوا عابري سبيل
حين نتخيل العصر الجوراسي، غالبًا ما نصوّر أدغالًا استوائية وبراكين نشطة، لكن الدراسات الحديثة أظهرت أن الديناصورات سكنت أيضًا أقسى المناخات. كشفت حفريات من ألاسكا – بينها هياكل لصغار الديناصورات – أنها لم تكن تمر مرور الكرام على تلك الأراضي، بل عاشت وتكاثرت فيها بشكل دائم.
أنواع غريبة وضخمة لم نكن نعرفها
تظل أسماء مثل تي ريكس وستيجوصوروس وديبلودوكس راسخة في خيال العامة، لكن ربع القرن الماضي كشف عن عشرات الأنواع الجديدة والمثيرة. من بين أبرزها “دينوكيروس”، الذي طالما حيّرت هياكله العلماء، و”يي تشي”، وهو ديناصور طائر صغير الحجم يعتقد البعض أنه كان يطير بأسلوب يشبه السناجب الطائرة.
الديناصورات تغزو المياه؟
لطالما كان يُعتقد أن الديناصورات حيوانات أرضية، بخلاف الزواحف البحرية مثل البلزيوصور، لكن الأدلة الجديدة على ديناصور “سبينوصور” أثارت جدلًا علميًا ساخنًا حول إمكانية عيش بعض الأنواع في الماء.
بيض ناعم وقصص تكاثر غريبة
لعقود، كان يُعتقد أن بيض الديناصورات صلب كبيض الدجاج، لكن اكتشاف بيض ذي قشرة لينة، عمره نحو 200 مليون سنة، غيّر المعادلة. بتلك الاكتشافات، استنتج العلماء أن فترة الحضانة قد تصل إلى ستة أشهر، مما يطرح أسئلة مثيرة حول سلوك الديناصورات أثناء فترة الحضانة.
علم الحفريات لم يعد كما كان
من الديناصورات ذات الريش إلى تلك التي غزت الجليد والأنهار، يكشف ربع القرن الأخير عن مدى اتساع وتعقيد عالم الديناصورات أكثر مما تخيله أحد. ومع التقدم التكنولوجي المتواصل، لا يبدو أن هذا الشغف العلمي سيتوقف قريبًا، بل يبدو أننا لا نزال في بداية الطريق لفهم ماضي الأرض العجيب.