عرب وعالم

اعتماد قرار مصري لتطبيق ضمانات منع الانتشار النووي في الشرق الأوسط

في خطوة تعكس الثقل الدبلوماسي لمصر داخل المحافل الدولية، اعتمدت الدورة التاسعة والستون للمؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية القرار المصري الخاص بتطبيق الضمانات النووية في منطقة الشرق الأوسط. القرار حظي بتأييد 120 دولة، ما يعد انعكاسًا للدعم الدولي الواسع لمبادرة القاهرة الرامية إلى إرساء قواعد شفافة للأنشطة النووية في المنطقة. ويؤكد هذا الإجماع المتزايد أن المجتمع الدولي بات يرى في المقترح المصري أساسًا عمليًا وضروريًا لتعزيز الأمن النووي، والحيلولة دون اتساع نطاق الانتشار، وسط تصاعد المخاوف من سباقات التسلح الإقليمي.

معاهدة شاملة وإخضاع كامل للمنشآت النووية

القرار المصري يدعو إلى إخضاع جميع المنشآت النووية في الشرق الأوسط لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، دون أي استثناء، بما يضمن الشفافية الكاملة في الأنشطة النووية. كما شدد على ضرورة انضمام كافة دول المنطقة إلى معاهدة منع الانتشار النووي، بما يمهد الطريق لإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية. ويأتي هذا الطرح في وقت تتزايد فيه المخاوف الدولية من تنامي البرامج النووية غير الخاضعة للرقابة، ويبرز الموقف المصري كمحاولة لإزالة الشكوك والازدواجية، وضمان ألا تُستخدم القدرات النووية إلا للأغراض السلمية والتعاون التنموي بين شعوب المنطقة.

مصر وتجديد الدعوة لعالمية المعاهدة

جددت مصر في مداخلتها بالمؤتمر تأكيدها على أهمية تحقيق عالمية معاهدة منع الانتشار النووي، خاصة في الشرق الأوسط، عبر انضمام جميع دول المنطقة دون استثناء إلى الاتفاقية الدولية، وإخضاع منشآتها النووية لاتفاقات الضمانات الشاملة. وشددت القاهرة على أن غياب الالتزام الكامل يؤدي إلى تزايد التوترات الإقليمية، ويكرس سياسة المعايير المزدوجة في التعامل مع بعض البرامج النووية. كما دعت مصر المجتمع الدولي إلى ضمان الوفاء بجميع التزاماته القانونية المنصوص عليها في المعاهدة، بما يرسخ الثقة ويعزز الاستقرار الدولي، ويحول دون تصاعد سباقات التسلح في المنطقة المضطربة.

خطوة نحو شرق أوسط خالٍ من الأسلحة النووية

أكدت الخارجية المصرية أن الهدف الأساسي من القرار هو الدفع باتجاه إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط، باعتبار ذلك ركيزة أساسية لحماية الأمن والسلم الإقليمي والدولي. وأوضحت أن هذه الخطوة تمثل امتدادًا لجهود مصر التاريخية في مجال نزع السلاح النووي، وتأكيدًا لدورها القيادي في حشد التأييد الدولي لهذا التوجه. كما أشارت إلى أن التوصل إلى شرق أوسط خالٍ من الأسلحة النووية سيسهم في وقف سباق التسلح الذي يهدد استقرار المنطقة، ويعزز فرص بناء نظام عالمي أكثر عدالة وأمنًا.

اقرا ايضا 

من حربي أوكرانيا وغزة لأفغانستان.. 7 رسائل في مؤتمر ترامب وستارمر 

رحمة حسين

رحمة حسين صحفية ومترجمة لغة فرنسية، تخرجت في كلية الآداب قسم اللغة الفرنسية وآدابها بجامعة عين شمس. تعمل في مجال الصحافة الثقافية والاجتماعية، إلى جانب عملها في الترجمة من الفرنسية إلى العربية. تهتم بقضايا حقوق الإنسان وحقوق المرأة، ولها كتابات مؤثرة في هذا المجال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى