هجوم بطائرة مسيرة يستهدف إحدى أكبر مصافي النفط الروسية

شهدت روسيا تصعيدًا جديدًا في ساحة الحرب غير المباشرة مع أوكرانيا، بعدما استهدفت طائرة مسيرة أوكرانية مجمعًا ضخمًا لتكرير النفط في مدينة أوفا بوسط البلاد. الهجوم الذي وقع على منشأة تابعة لشركة “باشنفت” تسبب في اندلاع حريق وأضرار طفيفة، من دون تسجيل أي إصابات، وفق ما أكده مسؤولون محليون. ورغم المسافة الشاسعة التي تفصل الموقع عن جبهات القتال في أوكرانيا – نحو 1400 كيلومتر – فإن العملية تسلط الضوء على اتساع نطاق الضربات الأوكرانية داخل العمق الروسي، بما يعكس استراتيجية كييف الرامية إلى ضرب مصادر التمويل الحيوية للكرملين وتقليص قدرته على إطالة أمد الحرب.
تفاصيل الهجوم
أكد رادي خابيروف، حاكم جمهورية باشكورتوستان الروسية، أن منشأة “باشنفت” تعرضت لهجوم بطائرات مسيرة من طراز يشبه الطائرات الصغيرة. وأوضح أن إحدى الطائرات أصابت المجمع بشكل مباشر، فيما تمكنت الدفاعات الروسية من إسقاط الطائرة الثانية. وأضاف أن الهجوم أسفر عن اندلاع حريق محدود تمت السيطرة عليه سريعًا، مشيرًا إلى عدم وقوع أي قتلى أو مصابين بين العاملين. وقد تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة توثق لحظة اقتراب الطائرة من المصفاة وانفجارها في كرة من اللهب تبعتها سحب كثيفة من الدخان.

تبني أوكراني للهجوم
مصدر في جهاز الاستخبارات العسكرية الأوكراني (GUR) أعلن وقوف كييف وراء العملية، في إطار سياسة موسعة تستهدف البنية التحتية النفطية الروسية. ومنذ بداية الحرب في فبراير 2022، اعتمدت أوكرانيا تكتيك الهجمات العميقة بالطائرات المسيّرة لإضعاف موارد موسكو الاقتصادية، حيث تشكل إيرادات الطاقة جزءًا أساسيًا من تمويل العمليات العسكرية الروسية. هذه الضربات – التي تكررت على عدد من المصافي خلال الصيف الماضي – أربكت السوق المحلية الروسية وأدت إلى تراجع قدرة بعض المصانع على معالجة النفط الخام.
تداعيات على قطاع الطاقة
تشير تقارير إلى أن الهجمات الأوكرانية المتصاعدة ألحقت خسائر بعدة منشآت استراتيجية وأدت إلى ارتفاع أسعار الوقود داخل روسيا. وقد سبق للكرملين أن وصف مصفاة أوفا التابعة لـ”باشنفت” عام 2016 بأنها “واحدة من الأكبر في البلاد”، نظرًا لإنتاجها أكثر من 150 نوعًا من المشتقات النفطية. ورغم إعلان السلطات الروسية أن الأضرار الحالية طفيفة، فإن التكرار المتزايد لهذه الضربات يثير تساؤلات حول مدى قدرة موسكو على حماية بنيتها التحتية الحيوية من هجمات قد تؤثر على سوق الطاقة العالمي وتزيد من الضغوط الاقتصادية الداخلية.
انعكاسات دولية
تثير هذه الهجمات المتكررة مخاوف تتجاوز حدود روسيا وأوكرانيا، إذ أن أي اضطراب في إنتاج النفط الروسي قد ينعكس على الأسواق العالمية، خاصة في أوروبا التي ما زالت تبحث عن بدائل مستقرة لإمدادات الطاقة. كما أن تصاعد استهداف المنشآت الحيوية يعمق المخاطر على أمن الطاقة الدولي، في وقت يشهد فيه العالم تقلبات حادة في الأسعار. ومع استمرار أوكرانيا في استخدام الطائرات المسيرة كأداة استراتيجية، قد يجد الكرملين نفسه أمام تحديات اقتصادية ودبلوماسية متزايدة، مع احتمال تصاعد الضغوط الدولية للبحث عن مخرج يضع حدًا لتداعيات الحرب الممتدة.