عربي وعالمي

قاذفة B-52 الأميركية تشارك في تدريبات ثلاثية لردع تهديدات كوريا الشمالية

رسالة أميركية قوية من السماء في توقيت حساس لإبراز جاهزية التحالف

في خطوة تحمل دلالات استراتيجية كبيرة، شاركت قاذفة القنابل الأميركية B-52H في تدريب جوي ثلاثي فوق المياه الدولية جنوب جزيرة جيجو الكورية. وجمعت المناورة بين القوات الجوية لكل من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان، لتكون هذه أول مرة تحلّق فيها القاذفة في أجواء شبه الجزيرة الكورية خلال هذا العام.

استعراض قوة وردع مشترك

التمرين المشترك شمل مقاتلات KF-16 الكورية وF-2 اليابانية، ويأتي في سياق تعزيز الردع أمام التهديدات النووية والصاروخية المتزايدة من كوريا الشمالية. هذا التمرين يعد استجابة مباشرة لتصاعد هجمات بيونغيانغ بالطائرات المسيّرة والصواريخ التي استهدفت عمق الأراضي الكورية، ويعكس دعمًا متعدد الأطراف لمواجهة هذه التهديدات.

دلالة دخول B-52 في التوقيت الحساس

رغم أن التمرين امتدادٌ لسلسلة مناورات سابقة بدأت مع الإدارة الكورية الجديدة، إلا أن إشراك قاذفة B-52 يحمل رسالة أميركية أكثر حدة، إذ تُعد القاذفة منصة نووية استراتيجية بعيدة المدى. وتزامن توقيت التدريب مع اجتماع رؤساء أركان الجيوش الثلاثة في سيول، ما أضفى بعدًا سياسيًا وعسكريًا على المناورة.

رسائل سياسية مركبة إلى بيونغيانغ

التمرين الثلاثي تزامن مع الاجتماع الثاني والعشرين بين قادة الجيوش الثلاثة، وناقش سبل مواجهة التهديدات المتزايدة في الإقليم. ويبدو أن التحالف يسعى إلى تعزيز الردع دون إشعال مواجهة مباشرة، عبر إرسال رسائل قوية بأن التصعيد من كوريا الشمالية سيُقابل برد جاهز ومكثف.

حضور متزايد للقاذفات الاستراتيجية الأميركية

مشاركة قاذفة B-52H لم تكن مجرد عرض قوة؛ بل تُعد جزءًا من سياسة أميركية أوسع لزيادة الحضور الجوي في شرق آسيا. ويأتي هذا في ظل تنامي التقارير عن تعاون عسكري بين كوريا الشمالية من جهة وروسيا وإيران من جهة أخرى، وهو ما يُعزز أهمية هذه التدريبات الاستراتيجية.

تحديات داخلية تهدد استمرارية التحالف

رغم الاتفاق السياسي والعسكري بين الدول الثلاث، إلا أن التحديات الحقيقية تكمن في مدى القدرة على استمرار التنسيق العسكري في ظل الخلافات السياسية الداخلية في اليابان وكوريا الجنوبية، إلى جانب حالة الغموض في الموقف الأميركي في حال تغيّر ساكن البيت الأبيض مع الانتخابات المقبلة.

إشارات ردع… أم مقدمات تصعيد؟

دخول القاذفة B-52 في هذه المناورات الثلاثية يمثل رسالة ردع واضحة لبيونغيانغ: الردع ليس نظريًا بل قابل للتفعيل في أي وقت. ومع ذلك، يبقى التساؤل مفتوحًا: هل تستوعب كوريا الشمالية تلك الرسائل وتعيد حساباتها؟ أم أن شبه الجزيرة الكوريةمقبلة على موجة جديدة من التصعيد المحسوب؟

اقرا ايضا:

مصر تحصد المركز الأول في صادرات الفراولة عالميًا بنسبة نمو 14٪

علياء حسن

علياء حسن صحفية مصرية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى