ذكرى ميلاد برتراند راسل: فيلسوف ومنطقي أثّر في الفكر العالمي الحديث
إسهاماته الفلسفية وكتبه الخالدة التي شكّلت مسار الفلسفة الحديثة

في يوم 18 مايو تحل ذكرى ميلاد الفيلسوف البريطاني الشهير برتراند راسل، الذي وُلد في مثل هذا اليوم من عام 1872. عُرف راسل بكونه فيلسوفًا ومنطقيًا ومصلحًا اجتماعيًا، وكان من أبرز الشخصيات المؤثرة في الحركة التحليلية في الفلسفة الأنجلو-أمريكية.
جوائز وتكريمات عالمية
نال راسل احترامًا عالميًا، وكرّم في مختلف دول العالم. وقد تُوج هذا التقدير بمنحه جائزة نوبل في الأدب عام 1950، وذلك تقديرًا لإسهاماته الكبيرة في المنطق ونظرية المعرفة. كما كانت لفلسفته في الرياضيات أثر بالغ رسّخ مكانته كواحد من أهم فلاسفة القرن العشرين، واشتهر بلقبه “مناضل من أجل السلام”.
إنتاجه الأدبي والفكري
خلال حياته، ألّف راسل أكثر من 70 كتابًا وما يزيد عن 2000 مقال، تناول فيها موضوعات متنوعة ذات طابع فلسفي وأخلاقي وسياسي، أثّرت في القرّاء والمفكرين على مدى أجيال.
أشهر مؤلفاته
رغم كثرة مؤلفاته، إلا أن هناك خمسة كتب تميّزت بشهرتها الواسعة، وهي:
1. الفلسفة بنظرة علمية
2. مشكلات الفلسفة
3. تاريخ الفلسفة الغربي
4. حكمة الغرب
5. مبادئ الرياضيات
الفلسفة بنظرة علمية
في هذا الكتاب، يناقش راسل العلاقة بين الإنسان والعالم من منظور علمي دقيق، مقسّمًا محتواه إلى أربعة أجزاء:
الجزء الأول: ينظر إلى الإنسان من الخارج بنظرة سلوكية، تعتمد على الملاحظة الظاهرية.
الجزء الثاني: يبحث في علم الطبيعة، وعلاقته بالإدراك الحسي والقوانين السببية، بالاستناد إلى الفيزياء الحديثة.
الجزء الثالث: يعود لدراسة الإنسان من الداخل، متناولًا الانفعالات والرغبات والأخلاق.
الجزء الرابع: يستعرض فلسفات كبرى من خلال فكر “ديكارت” و”اسبينوزا”.
تاريخ الفلسفة الغربية
يتميّز هذا الكتاب بأنه لا يكتفي بعرض الأفكار الفلسفية المجردة، بل يُقدّم الفلسفة ضمن سياقها السياسي والاجتماعي، مؤكدًا أن الفلسفة لم تكن يومًا معزولة عن الواقع، بل كانت جزءًا فاعلًا في حركة التاريخ.
حكمة الغرب
في هذا العمل، نرى تلاقي الفكر الغربي ممثلًا بـ”برتراند راسل”، مع الفكر العربي عبر ترجمة وتقديم “فؤاد زكريا”. يعرض راسل تطور الفلسفة منذ نشأتها في اليونان قبل سقراط، مرورًا بفلاسفة أثينا الكبار مثل “سقراط”، “أفلاطون”، و”أرسطو”، ووصولًا إلى الفلسفة المسيحية وفلاسفتها مثل “أوغسطين” و”توما الأكويني”، ثم الفلسفة المدرسية.
مبادئ الرياضيات
يُعد هذا الكتاب من أعقد أعمال راسل، حيث حاول فيه صياغة قواعد المنطق الرمزي بشكل دقيق، حتى إنه استخدم مئات الصفحات لإثبات فرضية رياضية بسيطة كـ”1 + 1 = 2″. وقد صنّفته المكتبة الحديثة في المرتبة 23 ضمن أفضل 100 كتاب غير روائي باللغة الإنجليزية في القرن العشرين.
مشكلات الفلسفة
يقدم هذا الكتاب نظرة شاملة إلى الإشكالات الفلسفية الكبرى، ويعبّر عن نزعة تحرر فكرية وروح أفلاطونية باقية. لا يزال هذا العمل من أهم مؤلفات راسل وأكثرها رواجًا وقراءة حتى اليوم.
لقد كان برتراند راسل من أعظم العقول الفلسفية في التاريخ، وترك بصمة عميقة في مجالات الفلسفة والمنطق والسياسة
والأدب، ولا تزال مؤلفاته مصدر إلهام ومرجعًا لا غنى عنه لكل محب للفكر والفلسفة.