أول مقاتلة F-47 ترى النور… والرحلة الأولى في 2028

تشهد الولايات المتحدة انطلاقة جديدة في سباق التفوق الجوي، مع إعلان سلاح الجو الأمريكي أن العمل جارٍ على بناء أول مقاتلة من طراز F-47، والتي من المتوقع أن تنطلق في أول رحلة تجريبية عام 2028. المشروع الذي تتولاه شركة بوينغ يُمثل نقلة نوعية في برامج التسلح الأمريكية، إذ يُعول عليه ليكون حجر الأساس في الحفاظ على الهيمنة الجوية خلال العقود المقبلة. المقاتلة الجديدة، التي كانت تُعرف سابقًا باسم برنامج الجيل الجديد للهيمنة الجوية NGAD، ستأتي بتقنيات متقدمة تشمل السرعة الفائقة، القدرة على التخفي، والتشغيل التعاوني مع الطائرات المسيّرة القتالية، ما يجعلها سلاحًا استراتيجيًا في مواجهة التحديات المستقبلية.
بوينغ تُسرّع وتيرة التصنيع
خلال مؤتمر “الجو والفضاء والفضاء الإلكتروني”، كشف رئيس أركان سلاح الجو الأمريكي، الجنرال ديفيد ألوين، أن بوينغ بدأت بالفعل في تصنيع المقاتلة بعد أشهر قليلة فقط من إعلان اختيارها في مارس الماضي. وأوضح أن سرعة التنفيذ تعكس إدراك الجيش الأمريكي لحساسية عامل الوقت في تطوير قدرات قتالية تضمن التفوق. وأضاف: “نحن مستعدون للمضي بسرعة… يجب أن نتحرك بسرعة.” هذا الاندفاع نحو الإنجاز المبكر يُبرز الرغبة الأمريكية في امتلاك منصة قادرة على تغيير معادلة التفوق الجوي في المستقبل.
بديل للـF-22 رابتور
الـF-47 مصممة لتحل محل مقاتلة F-22 رابتور، التي طالما اعتُبرت ركيزة القوة الجوية الأمريكية. غير أن الطائرة الجديدة تحمل مميزات تجعلها أكثر قدرة على مواجهة التحديات الحديثة، إذ يُتوقع أن تتمتع بخصائص شبحية متطورة، وأنظمة تسليح ومحرّكات متقدمة، إضافة إلى العمل جنبًا إلى جنب مع طائرات مسيّرة قتالية تُعرف بـ”المقاتلات التعاونية”. وبذلك تمثل الـF-47 جزءًا من “عائلة أنظمة” متكاملة تهدف إلى ضمان السيطرة الأمريكية المطلقة في سماء المعارك المقبلة.
قدرات خارقة على الورق
في وقت سابق من العام، نشر الجنرال ألوين بيانات تُظهر أن الطائرة ستحقق مدى قتالي يتجاوز 1000 ميل بحري، مع سرعة تفوق ماخ 2، أي أكثر من 1500 ميل في الساعة. كما تخطط القوات الجوية لشراء ما لا يقل عن 185 مقاتلة من هذا الطراز، وهو رقم قد يتجاوز حجم أسطول الـF-22. هذه الأرقام تكشف بوضوح الطموح الأمريكي لتوسيع قدرات سلاح الجو، ليس فقط عبر طائرة جديدة، بل عبر مشروع استراتيجي قد يُشكل نواة لقوة جوية متفوقة لعقود.
الروح المعنوية وراء المشروع
لم يغفل ألوين في خطابه الإشادة بالفرق التي تعمل على المشروع، مشيرًا إلى حماس العاملين في مصانع بوينغ في سانت لويس – ميزوري. حيث عرض مقطع فيديو يظهر لحظة استقبالهم خبر إطلاق المشروع بالتصفيق الحار، معتبرًا أن هذا الالتزام يعكس رغبة وطنية في بناء مستقبل التفوق. وأكد أن آلاف الأمريكيين في المصانع والمختبرات وخطوط الاختبار يعملون بجد لضمان نجاح البرنامج. بالنسبة لهؤلاء، الأمر يتجاوز مجرد وظيفة؛ إنه مهمة وطنية تهدف لصناعة “هيمنة الغد”.