تصاعد التوتر بين الهند وباكستان بعد غارات دموية وتهديدات بالتصعيد العسكري
شهباز شريف يتوعد برد قاسٍ وإعلان الطوارئ يزيد مخاوف الانزلاق للحرب

في تصعيد خطير على طول خط التماس بين الجارتين النوويتين، تصاعدت حدة التوترات السياسية والعسكرية بين الهند وباكستان، إثر هجوم جوي شنته القوات الجوية الهندية على مناطق باكستانية، أسفر عن مقتل أكثر من 31 شخصًا وإصابة 57 آخرين، بحسب ما أعلن الجيش الباكستاني. وردًّا على هذه التطورات، توعد رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف في خطاب متلفز برد قاسٍ، واصفًا الضربات الهندية بأنها “عمل جبان لن يمر دون عقاب”. وتسابقت العواصم الدولية، من أنقرة إلى واشنطن، لمحاولة احتواء الأزمة قبل خروجها عن السيطرة.
خطاب شهباز شريف: تهديد مباشر للهند
في أول رد فعل رسمي، وصف رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف الغارات الجوية الهندية بأنها “جبانة” واستهدفت مدنيين عُزّل. وأكد أن “الهند ستدفع الثمن وستواجه العواقب”. واستشهد بمقتل طفل يبلغ من العمر سبع سنوات ضمن الضحايا، مؤكدًا أن الشعب الباكستاني “أمة شجاعة لن تتراجع مهما كان الثمن”.
إعلان الطوارئ الصحية في إقليم السند
تحسبًا لأي تصعيد محتمل، أعلنت حكومة إقليم السند حالة الطوارئ في كافة المنشآت الصحية، وأمرت بتعليق إجازات الفرق الطبية. جاء هذا القرار في ضوء تقارير عن احتمال وقوع إصابات جديدة نتيجة لهجمات إضافية أو أعمال انتقامية، مما يعكس القلق الرسمي من تصاعد الأحداث.
الجذور التاريخية للنزاع: كشمير في قلب الأزمة
يرجع الصراع بين الهند وباكستان على إقليم كشمير إلى عام 1947، حيث يطالب كلا البلدين بالسيادة الكاملة على المنطقة. وقد نشبت بينهما حروب مباشرة بسبب النزاع، أبرزها في 1947 و1965. ويأتي التصعيد الحالي على خلفية هجوم إرهابي الشهر الماضي في كشمير، اتهمت فيه الهند جماعات مدعومة من باكستان.
العملية الهندية “سيندور”: تصعيد غير مسبوق
كشفت تقارير من صحيفة The Guardian أن الهند أطلقت عملية عسكرية واسعة النطاق تُعرف باسم “سيندور”، تُعد من أكبر العمليات منذ عام 2019. ومع تصاعد النزعة القومية في الهند، وتراجع الخطوط الحمراء الدبلوماسية، تقترب المنطقة من شفا مواجهة كارثية، لا سيما في ظل امتلاك البلدين قدرات نووية ضخمة.
صور الأقمار الصناعية تكشف حجم الدمار
نشرت شركة “Maxar Technologies” صورًا جوية تظهر حجم الدمار في مدينة موريدكي الباكستانية، حيث دُمرت مرافق مدنية من بينها مسجد “جامع سبحان الله” ومبانٍ تعليمية. هذه الصور تدعم الرواية الباكستانية بأن الضربات استهدفت مناطق مدنية وليست عسكرية.
كارثة كادت تقع في الأجواء الدولية
كشف المتحدث باسم الجيش الباكستاني، اللواء أحمد شريف، أن نحو 57 طائرة مدنية كانت تحلق فوق المنطقة وقت الضربات، بينها طائرات من السعودية وقطر وكوريا. هذا الوضع كاد يتسبب بكارثة إنسانية وجوية، ويضع الهند تحت طائلة المساءلة الدولية بشأن سلامة الطيران المدني.
باكستان تؤكد: لا نسعى للحرب لكننا مستعدون
في تصريحات لقناة CNN، قال وزير الدفاع الباكستاني، خواجة محمد آصف، إن بلاده لا ترغب في اندلاع حرب شاملة، لكنها لن تتردد في الرد. واعتبر أن الهجوم الهندي محاولة لتوسيع الصراع، مؤكدًا أن بلاده “لن تُؤخذ على حين غرة”.
دعوات دولية للتهدئة والتحرك العاجل
أعلنت الولايات المتحدة استعدادها للتوسط لوقف التصعيد، حيث قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه على استعداد “لفعل كل ما يلزم”. وفي نفس السياق، أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اتصالًا هاتفيًا برئيس الوزراء الباكستاني، مؤكدًا دعم بلاده للتهدئة، واستعداد أنقرة لتقديم المساعدة الدبلوماسية.
حالة رعب في كشمير: المدنيون يحفرون ملاجئ
في القرى الواقعة على جانبي خط السيطرة في كشمير، يعيش السكان حالة من الهلع والخوف من اندلاع حرب. أفاد السكان بسماع انفجارات وانهيار منازل. وبدأ العديد منهم بحفر ملاجئ وتخزين الطعام تحسبًا للأسوأ، وسط غياب تام لأي مؤشرات على التهدئة.
سيناريوهات مفتوحة: هل من مخرج؟
رغم خطورة الوضع، لا تزال هناك قنوات دبلوماسية قائمة. لكن المراقبين يحذرون من أن تدهور الوضع قد يكون سريعًا إذا لم تتدخل قوى كبرى مثل الصين وروسيا إلى جانب الولايات المتحدة. ويشكك البعض في فعالية “الردع النووي” اليوم، في ظل تغير التوازنات العالمية.