عربي وعالمي

مواجهة دبلوماسية محتدمة: إيران ترفض نقل اليورانيوم للخارج وسط مفاوضات نووية حساسة

في خضم التوترات المتصاعدة حول برنامج إيران النووي، يلوح في الأفق خلاف حاد بين طهران وواشنطن قد يُعيق فرص التوصل إلى تسوية دبلوماسية. ووفقًا لتقرير الجارديان، تواجه المقترحات الأمريكية الجديدة – وعلى رأسها نقل مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب إلى دولة ثالثة مثل روسيا – رفضًا إيرانيًا حاسمًا، في ظل إصرار طهران على إبقاء هذا المخزون داخل أراضيها وتحت رقابة دولية مشددة. هذا الرفض يعكس مخاوف إيران من تكرار تجربة انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي عام 2018، وما تبعه من تداعيات اقتصادية وأمنية.

المفاوضات، التي انطلقت في العاصمة العُمانية مسقط، شهدت لقاءات مباشرة وأخرى غير مباشرة بين مسؤولين إيرانيين وأمريكيين، وسط وساطة نشطة من سلطنة عمان. كما تقرر نقل الجولة التالية إلى روما برعاية رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، في خطوة تثير تساؤلات حول توازن القوى الأوروبية في الملف الإيراني. وفي ظل ضغط العقوبات وتهديدات التصعيد العسكري، تسعى إيران جاهدة لتأمين ضمانات استثمارية وتخفيف العقوبات، في وقت يتجنب فيه الطرفان الخوض في القضايا الإقليمية المثيرة للجدل.

 التحذير الإيراني: تصدير اليورانيوم مخاطرة استراتيجية

تحذر طهران من أن تصدير مخزونها يعني فقدان ورقة ضغط أساسية، ويعرّض البلاد للخطر في حال تكرار سيناريو 2018، عندما انسحبت واشنطن من الاتفاق دون التزامات واضحة.

 محادثات مسقط: وساطة عُمانية وخيوط تواصل مباشرة

رغم اعتماد الطرفين على وسطاء عُمانيين، جرت لقاءات مباشرة بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، في محاولة لتجاوز الجمود.

 روما على الخط: ميلوني تدخل الساحة

اتفقت الأطراف على عقد الجولة التالية من المحادثات في روما برعاية رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، في خطوة اعتبرها محللون تهميشًا لأوروبا التقليدية وإشارة لتقارب بين ترامب وميلوني.

دور أوروبي يتلاشى؟

إبعاد الثلاثي الأوروبي (فرنسا، ألمانيا، المملكة المتحدة) عن واجهة المحادثات يثير تساؤلات حول مستقبل دورهم، خصوصًا في ظل تفضيل إدارة ترامب لقنوات بديلة.

 إيران تحت الضغط: عقوبات وتهديدات

بين تصاعد العقوبات الأمريكية واحتمالات التصعيد العسكري، تتفاوض إيران وسط ظروف اقتصادية خانقة، ساعية لجذب استثمارات أجنبية مشروطة برفع العقوبات وضمانات قانونية.

 العقوبات النفطية مستمرة

صادرات إيران النفطية ما زالت تحت ضغط العقوبات الأمريكية، رغم محاولات أوروبية سابقة لحمايتها بعد انهيار الاتفاق في 2018، والتي لم تحقق نتائج ملموسة.

 ملفات إقليمية مؤجلة… مؤقتًا

رغم تجنب الإدارة الأمريكية الجديدة طرح ملفات كإيران الإقليمية، يبقى التوتر قائمًا. طهران ترفض الاتهامات، مشيرة إلى أن إسرائيل، لا إيران، هي الطرف التوسعي في المنطقة.

محمود فرحان

محمود أمين فرحان، صحفي خارجي متخصص في الشؤون الدولية، لا سيما الملف الروسي الأوكراني. يتمتع بخبرة واسعة في التغطية والتحليل، وعمل في مواقع وصحف محلية ودولية. شغل منصب المدير التنفيذي لعدة منصات إخبارية، منها "أخباري24"، "بترونيوز"، و"الفارمانيوز"، حيث قاد فرق العمل وطور المحتوى بما يواكب التغيرات السريعة في المشهد الإعلامي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى