الوكالات

الشرق الأوسط بين ترقب اتفاق غزة وهيمنة ترامب: تحليل شامل لأبرز المستجدات

هناك ما يدعو للتفاؤل بأن الجولة الحالية من المحادثات بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) ستفضي إلى اتفاق

تتناول صحف عالمية بارزة التطورات الأخيرة في ملف الشرق الأوسط، مقدمةً تحليلات متنوعة للمشهد السياسي والإنساني الراهن. يتركز الاهتمام بشكل خاص على محادثات وقف إطلاق النار في غزة، بالإضافة إلى التحولات الجيوسياسية الواسعة التي تشهدها المنطقة.

تفاؤل حذر بشأن اتفاق غزة

وفقًا لتحليلات مجلة إيكونوميست، هناك ما يدعو للتفاؤل بأن الجولة الحالية من المحادثات بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) ستفضي إلى اتفاق. تشير المجلة إلى عدة عوامل محورية تدعم هذا التقدير:

دور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: بعد نجاحه في فرض وقف إطلاق نار بين إيران وإسرائيل، أصبح ترامب معجبًا بفكرة كونه “صانع سلام”. وقد أوضح أنه يتوقع من الجانبين قبول الاتفاق،

مؤكدًا أنه سيكون حازمًا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو،المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية. هذا يعكس رغبة ترامب في إتمام صفقة سلام كبرى في الشرق الأوسط.

حافز نتنياهو: تضيف المجلة أن من الأسباب الأخرى للتفاؤل أن نتنياهو يسعى للحصول على دعم ترامب لضرب إيران إذا تطلب الأمر. هذا يشكل حافزًا له لقبول اتفاق في غزة هذه المرة، حيث يوازن بين مصالحه الداخلية والخارجية.

علاقة نتنياهو-ترامب وتداعياتها

في سياق متصل، ذكرت صحيفة غارديان أن العلاقة الشخصية بين نتنياهو وترامب كانت معقدة تاريخيًا، لكن الرجلين ظهرا على وفاق منذ القصف الأمريكي لمنشآت نووية إيرانية، وهو ما حقق هدفًا رئيسيًا لمخططي الحرب الإسرائيليين.

تنقل الصحيفة عن مراقبين أن نتنياهو يزور واشنطن في وضع سياسي قوي، ما قد يمنحه الغطاء الدبلوماسي اللازم لـإنهاء الحرب في غزة دون صدام مع أنصاره اليمينيين الذي ربما يطيح بحكومته. هذا الجانب يعكس أهمية الدعم الأمريكي للمشهد السياسي الإسرائيلي.

هيمنة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط

في تحليل آخر للمشهد الإقليمي، نشر موقع ناشونال إنترست مقالًا حول ما اعتبره هيمنة مطلقة للولايات المتحدة في الشرق الأوسط. يذكر الموقع أن واشنطن، ولأول مرة منذ 3 عقود، تتمتع بـهيمنة لا مثيل لها على المنطقة.

هذه الهيمنة تمنح إدارة ترامب فرصة فريدة لتنفيذ اتفاق سلام دائم أبعد مما تحقق حتى الآن. ويرى المقال أن البداية المثلى لذلك يجب أن تكون من تهيئة الظروف لـإنهاء الحرب في غزة.

الأوضاع الإنسانية المأساوية في غزة

بينما تتركز الأضواء على المفاوضات السياسية، كشفت تقارير صحفية عن تفاقم الأوضاع الإنسانية على الأرض.

  • فشل توزيع المساعدات: كشف تحقيق أجرته صحيفة واشنطن بوست أن برنامج ما يسمى “مؤسسة غزة الإنسانية” لتوزيع المساعدات أدى إلى تجمعات حاشدة قرب مواقع للجيش الإسرائيلي، الذي أطلق النار عليها ثلاث مرات على الأقل خلال الأسبوع الأول. ونقلت الصحيفة عن شهود أن إطلاق النار مصدره مواقع لدبابات ومسيرات إسرائيلية. وتضيف الصحيفة أن من أسباب هذا العنف تجاهل معايير توزيع المساعدات التي تحولت إلى سبب للموت بدلاً من الحياة، مما يسلط الضوء على أزمة المساعدات في غزة.
  • معاناة الأسرى الفلسطينيين: في جانب آخر من الأزمة الإنسانية، نشرت صحيفة هآرتس تحقيقًا عن الأسرى الفلسطينيين في سجن مجدو بالضفة الغربية، وصفت أوضاعهم بـ”المأساوية”. والتقت الصحيفة الفتى إبراهيم البالغ 16 عامًا بعد الإفراج عنه من السجن المذكور بقرار من لجنة مختصة لتدهور صحته الذي أصبح يهدد حياته. يروي إبراهيم أنه عانى من الجرب المتكرر، ومن أمراض الأمعاء، إضافة إلى التجويع والإهمال الطبي والضرب. وتشدد الصحيفة على أن سجناء آخرون عانوا مثل إبراهيم، لكن بعضهم أقل حظًا منه لأنهم توفوا في تلك الظروف، ما يؤكد على انتهاكات حقوق الأسرى.

خطط ما بعد الحرب على غزة: “ريفييرا الشرق الأوسط”

في إطار التخطيط لمرحلة ما بعد الحرب في غزة، أوردت صحيفة فايننشال تايمز أن معهد توني بلير، الذي أسسه ويديره رئيس الوزراء البريطاني السابق، شارك في وضع خطة لما بعد الحرب على غزة. اقترحت الخطة تهجير نصف مليون فلسطيني

وجذب مستثمرين لتطوير القطاع بهدف تحويله إلى مركز تجاري مزدهر يُنعت بـ”ريفييرا الشرق الأوسط”. وُضعت الخطة، التي اطلعت عليها الصحيفة، بقيادة رجال أعمال إسرائيليين بمساهمة مجموعة بوستن الاستشارية المعروفة “بي سي جي”، وتمت مشاركتها مع إدارة ترامب. هذه الرؤية المستقبلية تثير تساؤلات حول مستقبل غزة وإعادة إعمارها.

اقرأ أيضاً:

ترامب يطلق سياسة ‘القبول أو الرفض’: رسوم جمركية جديدة تصعّد التوترات التجارية العالمية

إيمان زريقات

إيمان زريقات صحفية سورية متخصصة في القسم الخارجي وتغطية وكالات الأنباء العالمية، ولها خبرة واسعة في متابعة الأخبار الدولية وتقديم تقارير دقيقة وشاملة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى