مستقبل مصر يحصد الذهب.. مدبولي يتفقد صوامع عملاقة تسع نصف مليون طن في قلب الدلتا الجديدة”

في خطوة جديدة تؤكد جدية الدولة في تحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الاستراتيجية، أجرى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، جولة تفقدية شاملة داخل مكونات مشروع “مستقبل مصر للتنمية المستدامة”، الواقع على محور “تحيا مصر” في قلب منطقة الدلتا الجديدة، أحد أكبر المشروعات الزراعية العملاقة في تاريخ الجمهورية الجديدة.
رافق رئيس الوزراء وفد رفيع المستوى من الوزراء المعنيين، من بينهم وزراء الزراعة، والتموين، والري، والإنتاج الحربي، إلى جانب كبار المسؤولين بجهاز مستقبل مصر. وجاءت الجولة لتُبرز التطورات الضخمة التي يشهدها المشروع، خصوصًا في موسم حصاد القمح، حيث تمت عمليات الحصاد بأحدث الميكنات الزراعية التي توفر الجهد وتزيد الإنتاجية وتقلل من الفاقد.
صوامع استراتيجية.. تخزين نصف مليون طن من الغلال
واحدة من أبرز مفاجآت الجولة كانت تفقد الدكتور مدبولي لموقع إنشاء صوامع تخزين الغلال، والتي تصل سعتها الإجمالية إلى 500 ألف طن. هذه الصوامع تمثل نقلة نوعية في قدرة الدولة على تأمين مخزون استراتيجي من الحبوب، وتعد من الأكبر في منطقة الشرق الأوسط.
وأكد رئيس الوزراء خلال حديثه أن هذه الصوامع تأتي ضمن خطة متكاملة لتقليل الاعتماد على الاستيراد، والاعتماد بشكل رئيسي على الإنتاج المحلي، خاصة من القمح، في ظل التحديات العالمية التي تواجه سلاسل الإمداد الغذائي.
زراعة ذكية وتكنولوجيا متقدمة
في أثناء جولته، اطلع رئيس الوزراء على أنظمة الزراعة الذكية التي يعتمد عليها المشروع، والتي تشمل الري المحوري الموفر للمياه، والزراعة الدقيقة المعتمدة على البيانات وتحليل التربة، مما يُحسن من جودة المحاصيل ويرفع كفاءة الإنتاج.
وأشار المسؤولون إلى أن مشروع “مستقبل مصر” يعتمد كليًا على مياه الصرف الزراعي المعالجة من محطة الحمام العملاقة، ما يجعله نموذجًا يحتذى به في ترشيد الموارد المائية.
توفير فرص عمل وتحقيق نهضة زراعية
تساهم المشروعات الزراعية في “مستقبل مصر” في توفير آلاف من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، سواء في الزراعة أو التصنيع الغذائي أو النقل والتخزين، بالإضافة إلى أنها تفتح المجال أمام استثمارات محلية وأجنبية في مجال الصناعات الغذائية والتصدير.
مدبولي: المشروع أحد أذرع الأمن القومي
في ختام الجولة، أكد الدكتور مصطفى مدبولي أن مشروع “مستقبل مصر” ليس فقط مشروعًا تنمويًا، بل هو أحد أذرع الأمن القومي المصري في مواجهة التحديات الغذائية العالمية، مشيرًا إلى أن الدولة مستمرة في دعم وتوسيع هذا المشروع الحيوي ليشمل مساحات أكبر، ويضم محاصيل جديدة، ويخدم قطاعًا أوسع من المواطنين