من الامتيازات إلى الرقابة: جيل Z يواجه الرأسمالية بلا أقنعة

في تقرير حديث لصحيفة The Guardian، كُشف النقاب عن تحوّل خطير في بيئات العمل الحديثة، حيث تتراجع ثقافة الرفاهية لتحلّ محلها سياسات رقابية صارمة يقودها كبار رجال الأعمال مثل إيلون ماسك. وفي الوقت الذي تُفرض فيه المراقبة باستخدام الذكاء الاصطناعي وتتلاشى وعود التوازن بين الحياة والعمل، يختار جيل Z المواجهة. هذا الجيل يرفض الاستسلام لمنظومة قاسية ويطالب ببيئة عمل عادلة، آمنة، ومحترمة، تعكس قيم العدالة والكرامة بعيدًا عن الهيمنة الرقمية والتجسس المؤسسي.
تحالف ماسك وترامب: الذكاء الاصطناعي في خدمة الرقابة
في تحرك يذكر بعصور الظلام الرقابي، أفادت تقارير بأن إدارة ترامب استخدمت فريقًا بقيادة إيلون ماسك لمراقبة رسائل البريد الإلكتروني لموظفي الحكومة، وتسجيل الاجتماعات، وتحليل اللغة بحثًا عن “عدم الولاء” أو كلمات ترتبط بالتنوع والشمول. التقنية الرديئة في خدمة أيديولوجيا خبيثة.
عودة عصر العمل القاسي: من الجولف المكتبي إلى الخوف اليومي
خلال أواخر 2010 وأوائل 2020، تظاهرت الشركات بأنها “عائلة”، تروج لليوغا والقهوة المجانية. لكن هذه الزخرفة كانت غطاءً لرواتب متدنية وظروف هشة. اليوم، نشهد تحولًا نحو التقشف والصرامة، مدفوعًا بأزمة اقتصادية وتنامي ثقافة الطاعة العمياء.
مراقبة لا تُنتج سوى الاستياء: خدعة الكفاءة
تتزايد توقعات المراقبة الرقمية لتشمل 70% من الشركات الكبرى هذا العام. ومع هذه الموجة، تتضح حقيقة أن هذه الرقابة لا ترفع الكفاءة، بل تخلق موظفين مرهقين، فاقدين للحافز، وفي النهاية، بيئة خالية من الإبداع أو الولاء الحقيقي.
جيل Z يقول “لا”: عمل نعم… لكن بشروط
على النقيض من ثقافة الاحتراق المهني، يسير جيل Z في الاتجاه المعاكس. يبحث الشباب عن بيئة آمنة، متوازنة، تضمن الحقوق والاستقرار، ويرفضون الوظائف التي تعتمد على الاستغلال. الولاء موجود، لكن فقط لمن يستحقه.
نهاية الازدواجية: الشركات لم تعد تتظاهر باللطف
ما يميز هذه المرحلة أن الشركات توقفت عن التظاهر. لم تعد هناك نوايا حسنة مزعومة أو “ثقافة مؤسسة” خادعة. كل شيء يدور حول الأرباح، حتى وإن تطلب سحق الموظف تحت عجلة الطاعة والمراقبة.
صراع الأجيال: هل ينتصر العمل الرحيم؟
في ظل هذا التصعيد، يحتدم الصراع بين جيل مدفوع بالتوازن وآخر يتبنى القسوة كوسيلة للسيطرة. لا مؤشرات واضحة على من سيفوز، لكن المؤكد أن المشهد يتغير، وربما إلى الأبد.
ما بعد الخوف: الرقابة لا تصنع مؤسسات ناجحة
حتى لو انتصرت الرقابة مؤقتًا، فإن النتائج واضحة: إنتاجية منخفضة، موظفون ساخطون، وبيئة طاردة للمواهب. كما قال أحد الموظفين الفيدراليين: “الطريف أن هؤلاء الجواسيس يراقبوننا فقط لنكتشف أننا مجرد موظفين عاديين نقوم بأعمال مملة مقابل رواتب متواضعة”.