عرب وعالم

بوتين: روسيا لن تخضع للولايات المتحدة رغم «الخسائر المحتملة» بسبب العقوبات

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده لن تخضع للضغوط الأمريكية، معترفًا في الوقت نفسه بأن العقوبات الجديدة المفروضة على موسكو قد تسبب “بعض الخسائر” الاقتصادية، وذلك في ظل تقارير تفيد بأن الصين والهند تستعدان لتقليص وارداتهما من النفط الروسي بعد استهداف واشنطن أكبر شركتين منتجتين للطاقة في روسيا.

عقوبات أمريكية جديدة تستهدف قطاع النفط الروسي

فرضت الولايات المتحدة، الأربعاء، عقوبات على شركتي «روس نفط» و«لوك أويل» ونحو ثلاثين من الشركات التابعة لهما، في إطار حملة ضغط مكثفة من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإجبار الكرملين على إنهاء الحرب في أوكرانيا.

بالتوازي، أعلن الاتحاد الأوروبي عن حظر تدريجي لواردات الغاز الطبيعي المسال الروسي، كما أضاف شركتين صينيتين إلى قائمة العقوبات المرتبطة بروسيا.

وتُعد هذه أول حزمة عقوبات كبرى على موسكو منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير، وتهدف إلى خنق العائدات النفطية التي تمول المجهود الحربي الروسي.

بوتين يصف العقوبات بأنها «عمل غير ودي» ويقلل من تأثيرها

وفي تصريحات أدلى بها، الخميس، وصف بوتين العقوبات الأمريكية بأنها «عمل غير ودي» لا يسهم في تحسين العلاقات الروسية الأمريكية، مشددًا على أن روسيا لن تخضع لأي ضغط خارجي.

وقال بوتين: «لا دولة تحترم نفسها تفعل أي شيء تحت الضغط»، مضيفًا أن العقوبات قد تسبب بعض الخسائر لكنها لن تؤثر بشكل كبير على الاقتصاد الروسي.

كما وجّه انتقادًا غير مباشر لترامب، داعيًا إياه إلى التفكير «في مصلحة من يعمل حين يفرض مثل هذه الإجراءات»، محذرًا من أن العقوبات ستؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط عالميًا.

تحذيرات روسية من «رد قوي» في حال تعرضها لهجوم أمريكي

وفي لهجة تصعيدية، حذر بوتين من رد «قوي جدًا، وربما ساحق» إذا استخدمت الولايات المتحدة صواريخ «توماهوك» التي تسعى أوكرانيا للحصول عليها.

كما أشار إلى أن العقوبات الجديدة تمنع الدول والشركات الأجنبية من التعامل مع الشركات النفطية الروسية، مما يقطعها فعليًا عن جزء كبير من النظام المالي العالمي.

تراجع صيني وهندي محتمل في استيراد النفط الروسي

أشارت تقارير إلى أن الهند والصين، أكبر زبائن الطاقة الروسية، بدأت بتعليق أو تقليص مشترياتها من النفط الروسي.

فقد أعلنت شركة «ريلاينس إندستريز» الهندية أنها تعيد تقييم وارداتها بما يتماشى مع توجيهات الحكومة، فيما أكدت مصادر أن شركات النفط الصينية الحكومية أوقفت مؤقتًا مشتريات النفط الروسي المنقول بحرًا خشية الوقوع تحت طائلة العقوبات.

ويمثل قطاع النفط والغاز نحو 20% من الناتج المحلي الروسي، ما يجعل أي انخفاض في الطلب من الصين والهند ضربة قاسية لعائدات الكرملين.

الاتحاد الأوروبي يضيف شركات صينية إلى قائمة العقوبات

أدرج الاتحاد الأوروبي شركتي «لياو يانغ بتروكيميكال» و«شاندونغ يولونغ بتروكيميكال» الصينيتين في قائمة العقوبات المرتبطة بروسيا، في أكبر خطوة أوروبية تستهدف كيانات صينية حتى الآن.

وردّت بكين بغضب، إذ أعلنت وزارة الخارجية الصينية أنها قدّمت احتجاجًا رسميًا، وصرّحت بأن “الصين لم تتسبب في أزمة أوكرانيا وليست طرفًا فيها”، مؤكدة رفضها “العقوبات الأحادية غير القانونية”.

ترامب يلغي قمة بودابست وسط تصاعد التوترات

وجاء إعلان ترامب عن العقوبات مصحوبًا بقرار مفاجئ بإلغاء قمة كانت مقررة في بودابست، ما يعكس تزايد الإحباط الأمريكي من استمرار الحرب.

ورد بوتين بأن القمة “ربما تُؤجل”، مضيفًا أن الحوار يظل أفضل من الحرب، رغم أن مسؤولين روسًا آخرين استخدموا لغة أكثر حدة.

ردود روسية حادة واتهامات لأمريكا بـ«إعلان الحرب»

ووصف ديمتري ميدفيديف، الرئيس الروسي الأسبق ونائب رئيس مجلس الأمن القومي، العقوبات بأنها «عمل حربي»، قائلاً: «الولايات المتحدة عدوّنا، وها هو ما يسمى بالوسيط السلمي يسلك طريق الحرب ضد روسيا».

خبراء روس: العقوبات قد ترفع التكلفة وتدفع موسكو للالتفاف عليها

قال إيغور يوشكوف، خبير الطاقة في الجامعة المالية التابعة للحكومة الروسية، إن العقوبات ستجعل العملاء الآسيويين أكثر حذرًا من شراء النفط مباشرة من روسيا، مما سيجبر الشركات على استخدام شبكات وسطاء أكثر تعقيدًا وتكلفة.

وأشار محللون إلى أن تأثير العقوبات سيتوقف على مدى تشدد واشنطن في تنفيذها، خصوصًا إذا لجأت إلى فرض عقوبات ثانوية على الدول التي تواصل التعامل مع روسيا.

موسكو تراهن على «أسطول الظل» والتهرب من العقوبات

لدى روسيا شهر قبل دخول القيود الجديدة حيز التنفيذ، ومن المتوقع أن تستغل هذا الوقت لتطوير طرق التفاف جديدة.

وتعتمد موسكو منذ أعوام على ما يُعرف بـ «أسطول الظل» — سفن قديمة تبحر تحت أعلام دول غامضة وتدار عبر شركات واجهة في الشرق الأوسط وآسيا — لمواصلة تصدير النفط رغم الحظر الغربي.

وأكد مدونون ومحللون روس أن روسيا قادرة على التكيف مجددًا، مشيرين إلى أن قطاع النفط اعتاد التعامل مع مثل هذه الظروف خلال السنوات الثلاث الماضية.

اقراء أيضاً:

تصريح للسفير التركي بالقاهرة صالح موطلو شن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى