أزمة الحرب الأوكرانية تدخل طورًا أشد خطورة: تهديدات أوروبية بالتصدي لروسيا وتصاعد الضربات على العمق الروسي

تدخل الحرب الأوكرانية يومها الـ1306 على وقع تطورات متسارعة تهدد بمزيد من التصعيد، سواء عبر تصريحات قادة أوروبيين حول ضرورة مواجهة الانتهاكات الروسية بالقوة، أو من خلال الضربات الأوكرانية التي استهدفت منشآت نفطية حيوية داخل روسيا. وبينما يتأرجح الموقف الأمريكي بين وعود العقوبات ومساومات الرئيس دونالد ترامب، يتزايد القلق الأوروبي من احتمال توسع الصراع إلى مواجهة مباشرة بين الناتو وموسكو. في المقابل، يكشف تقرير حقوقي أممي عن تدهور خطير في أوضاع حقوق الإنسان داخل روسيا، ما يضيف بعدًا أخلاقيًا وإنسانيًا لأزمة لا تزال تهدد استقرار القارة الأوروبية بأسرها.
تصريحات تشيكية تنذر بالتصعيد
أكد الرئيس التشيكي، بيتر بافيل، أن أي انتهاكات روسية للمجال الجوي لدول الناتو يجب أن تُواجَه بحزم، بما في ذلك خيار إسقاط الطائرات الروسية. وحذر من أن التساهل مع هذه الانتهاكات يفتح الباب أمام “شر لا يمكن القبول به”، مشددًا على أن الحزم هو السبيل الوحيد لردع موسكو. هذه التصريحات عكست قلقًا متزايدًا داخل الحلف من تكرار الاستفزازات الجوية الروسية.
ضمانات أمنية أوروبية لأوكرانيا
في موازاة ذلك، قال الرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب إن الضمانات الأمنية التي يجري بحثها ضمن “تحالف الراغبين” تعني التزام الدول الأوروبية الموقعة بخوض مواجهة مباشرة مع روسيا إذا عادت لمهاجمة أوكرانيا. مثل هذا التعهد يحمل في طياته تحولًا نوعيًا في مقاربة أوروبا للحرب، من الدعم غير المباشر إلى احتمالية المشاركة الفعلية في القتال.
مشاركة بريطانية في مهمة الناتو
على الصعيد العسكري، نفذت مقاتلات “تايفون” البريطانية أولى طلعاتها ضمن مهمة “الحارس الشرقي” التابعة للناتو، حيث حلقت فوق الأجواء البولندية لمواجهة أي خروقات محتملة. تأتي هذه الخطوة بعد تصاعد الهجمات الروسية بالطائرات المسيّرة على محيط بولندا، ما يعكس إدراكًا بريطانيًا متزايدًا لضرورة حماية الجناح الشرقي للحلف.
أوكرانيا تستهدف قلب الاقتصاد الروسي
في تحرك هجومي لافت، أعلنت كييف استهدافها مصفاة “نوفوكويبيشفسك” في منطقة سامارا الروسية، والتي تمثل نحو 2.5% من قدرة التكرير في البلاد. كما أكدت أن قواتها الخاصة ضربت محطة إنتاج ونقل مرتبطة بصادرات نفط “الأورال”، الذي يشكل نصف صادرات موسكو. هذه الضربات أصابت شريانًا حيويًا لاقتصاد الحرب الروسي وأوقعت قتلى، بحسب السلطات المحلية.
ضربات متزامنة على منشآت أخرى
لم تقتصر الهجمات على سامارا؛ بل طالت أيضًا مصفاة “ساراتوف”، حيث أكدت مصادر أمنية أوكرانية أن الضربات عطلت تشغيل عدة محطات ضخ نفطية. ووصفت كييف هذه العمليات بأنها جزء من “استراتيجية خنق موارد الحرب الروسية”، عبر حرمان موسكو من عائدات النفط التي تموّل آلة القتال.
مشهد ميداني متقلب
ميدانيًا، أعلنت روسيا سيطرتها على قرية “بيريذوفي” في منطقة دنيبروبتروفسك، فيما تحدث زيلينسكي عن “اشتباكات عنيفة” في محيط مدينة كوبيانسك شمال شرق البلاد. معهد دراسات الحرب الأمريكي لخص الوضع بتقدم أوكراني محدود في سومي وبالقرب من بوكروفسك، مقابل مكاسب روسية في خاركيف وليمان ونوفوبافليفكا.
جدل العقوبات الأمريكية وتباطؤ الحلفاء
سياسيًا، يتجه زيلينسكي إلى لقاء جديد مع ترامب في نيويورك، حيث يضغط لفرض عقوبات أمريكية على روسيا. لكن الرئيس الأمريكي يربط ذلك بتوافق أوروبي كامل على وقف استيراد النفط الروسي وفرض رسوم على الصين. كييف تعتبر هذا الموقف “إضاعة للوقت” وتأجيلًا للضغط الفعّال على بوتين.
تصعيد روسي واتهامات بجرائم حرب
في المقابل، شنت روسيا هجمات صاروخية وبالطائرات المسيّرة على مدن أوكرانية عدة، أبرزها دنيبرو حيث أسفر قصف بصواريخ عنقودية على مبنى سكني عن مقتل ثلاثة أشخاص. زيلينسكي اتهم الكرملين باتباع “استراتيجية متعمدة لإرهاب المدنيين”. بالتوازي، نشر مقرر أممي تقريرًا صادمًا عن “الانهيار الزلزالي لحقوق الإنسان في روسيا”، مؤكدًا انتشار التعذيب وتسييس القضاء، وداعيًا إلى استخدام “الولاية القضائية العالمية” لملاحقة المتورطين.