الاقتصاد

خاص| دور الذكاء الاصطناعي و التحول الرقمي داخل الموانئ المصرية

تمتلك مصر العديد من عناصر القوة الاستراتيجية، أبرزها موقعها الجغرافي المميز والإرادة الحكومية لتعزيز أداء الموانئ،  يعتمد نجاح التحول نحو الموانئ الذكية بشكل كبير على عدة عوامل أساسية، تشمل الاستثمار في تحسين البنية التحتية، تطوير الكفاءات البشرية، وتعزيز التكامل التشغيلي بين الجهات المعنية، إذا استمرت عمليات التنفيذ بوتيرة متسارعة ومع اعتماد تخطيط مرن لمواجهة التحديات الإقليمية، يُتوقع أن تحقق الموانئ المصرية نقلة نوعية على مستوى الكفاءة والقدرة التنافسية في الأعوام المقبلة.

وفي هذا السياق، أكدت الدكتورة رشا السيد محمد السلاب، خبيرة الاقتصاد والمحللة الاقتصادية، في تصريحات خاصة لـ ” العالم في دقائق” أن الموانئ المصرية تشهد تطوراً ملموساً في هيكلها الرقمي وتحسين بنيتها التحتية.

وأوضحت أن هذه الجهود تأتي ضمن استراتيجية تحويل مصر إلى مركز لوجستي عالمي، منوها على أن التطور يشمل اعتماد تقنيات الأتمتة الرقمية وأنظمة إدارة الحاويات الذكية، إضافة إلى تطبيق تكنولوجيا إنترنت الأشياء لتحسين مراقبة الأصول وتشغيلها بكفاءة، كما تتضمن الخطط المستقبلية تبني أنظمة تبادل البيانات الإلكترونية بهدف الارتقاء بالكفاءة التشغيلية بشكل أكبر.

أبرز التطورات التقنية التي تشهدها الموانئ المصرية تشمل:

 

– دعم والأتمتة عبر إنشاء محطات حاويات مؤتمتة، مثل مشروع العين السخنة الذي شهد استلام معدات حديثة مثل الرافعات المتطورة.
– تطبيق الأنظمة الرقمية، كاعتماد بوابات إلكترونية موحدة تسهّل عمليات التخليص الجمركي والنقل.
– توظيف تكنولوجيا إنترنت الأشياء لتطوير إدارة المعدات والسلامة البيئية عبر الحساسات الذكية.
– تحديث البنية التحتية من خلال توسعة أرصفة الحاويات وتعزيز القدرة الاستيعابية في مناطق حيوية مثل شرق بورسعيد.

وأشارت السلاب إلى أن المشاريع الكبرى، مثل محطة الحاويات المؤتمتة في العين السخنة، تشكّل خطوة محورية نحو تطبيق الأتمتة الكاملة بالموانئ المصرية، وبالتزامن مع ذلك، فإن توسعات قناة السويس تعدّ نموذجاً ناجحاً لتحسين التدفق الملاحي وزيادة حجم التجارة العابرة، بينما أصبحت منطقة قناة السويس الاقتصادية بمثابة مركز رئيسي لجذب الاستثمارات الصناعية واللوجستية من جميع أنحاء العالم.

من جهة أخرى، أكدت السلاب على الدور الفعّال لتطبيق الذكاء الاصطناعي في تحسين العمليات التشغيلية بالموانئ، مشيرا إلى أن هذا الابتكار يساعد في تحسين التخطيط الاستراتيجي والصيانة الاستباقية والتنسيق بين حركة الشاحنات، كما يُسهم النظام الذكي للتنبؤ بمواعيد الصيانة وتقليص وقت التعطل في تعزيز الإنتاجية، علاوة على ذلك، يتم اعتماد خوارزميات لتحليل الفيديو لتحسين معايير السلامة والأمن.

أما فيما يخص تقييم أداء الحكومة، أوضحت السلاب أن نجاح الحكومة يظهر من خلال تبني رؤية 2030 الطموحة التي ركّزت على الاستثمار في مجموعة من المشاريع العملاقة وإطلاق منصات رقمية متطورة، ومع ذلك، لا تزال بعض التحديات قائمة، أبرزها الفجوة الملحوظة بين مراحل التخطيط والتنفيذ الفعلي لأنظمة التشغيل الحديثة.

كما سلّطت الضوء على مجموعة من التحديات المؤثرة التي تعيق سير العمل:

– التأثير السلبي للتوترات السياسية الإقليمية على حركة الملاحة البحرية.
– نقص الكفاءات المؤهلة لتشغيل الأنظمة التقنية المتقدمة.
– الحاجة إلى تحقيق التكامل والتنسيق بين مختلف الجهات المعنية باستخدام معايير موحدة.
– التكلفة المرتفعة لتطوير مشروعات الأتمتة والبنية التحتية.

واختتمت  الحديث بمجموعة من التوصيات العملية لتعزيز أداء الموانئ

الذكية، ومن أبرز الخطوات المقترحة:

 

– تطوير بوابة رقمية وطنية تربط جميع الأطراف المعنية لتسهيل العمليات التشغيلية.
– إطلاق برامج تدريب متخصصة بالشراكة مع شركات التكنولوجيا لرفع كفاءة القوى العاملة.
– زيادة التركيز على مشاريع الصيانة الاستباقية لتقليل وقت توقف العمليات ودعم استمرارية الأداء.
– وضع استراتيجيات بديلة لتعزيز المرونة الاقتصادية والتكيف مع تقلبات حركة الملاحة الدولية بما يخدم التنويع الاقتصادي للدولة.

نوران الرجال

نوران الرجال باحثة اقتصادية وكاتبة صحفية متخصصة في شؤون النقل البحري والاقتصاد البحري، وتشغل عضوية لجنة النقل البحري بالجمعية العمومية العلمية للنقل. كما تتولى منصب المدير العام لمركز العربي للأبحاث البحرية والاستراتيجية، حيث تسهم في صياغة الرؤى وتقديم الدراسات الداعمة لتطوير قطاع النقل البحري في المنطقة العربية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى