تقارير التسلح

هجوم على نقص الذخيرة: رهنميتال تستحوذ على مصنع النترات لضمان قوة التصنيع

في خطوة استراتيجية لتعزيز إنتاج الذخيرة، استحوذت راينميتال على شركة هاجيدورن-إن سي، وهي شركة ألمانية متخصصة في النيتروسليلوز الصناعي. ويأتي هذا الاستحواذ في إطار الجهود المتواصلة التي تبذلها الدول والشركات الأوروبية لتلبية الحاجة الملحة للمدفعية والمتفجرات في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا.

وتعتزم راينميتال تحويل إنتاج هاجيدورن-إن سي إلى النيتروسليلوز العسكري خلال الأشهر المقبلة. ومع ذلك، ستستمر الشركة في تقديم خدماتها للعملاء المدنيين في الوقت الحالي، وفقًا لما أعلنته الشركة في بيان يوم الاثنين.

تعزيز سلسلة التوريد

يهدف هذا الاستحواذ إلى حل مشكلة رئيسية في سلسلة التوريد تتعلق بإنتاج الوقود. أكد أرمين بابرجر، الرئيس التنفيذي لشركة راينميتال، أن هذا الاستحواذ لا يضمن مصدرًا هامًا للمواد الخام فحسب، بل يدعم أيضًا استراتيجية الشركة للتكامل الرأسي ضمن سلسلة قيمة إنتاج الذخيرة.

في أعقاب الحرب في أوكرانيا، واجه مصنعو المدفعية الأوروبيون ضغوطًا لزيادة الإنتاج. وقد استثمر كل من الاتحاد الأوروبي والقطاع أكثر من 1.5 مليار يورو (1.6 مليار دولار) لتعزيز القدرة الإنتاجية للمتفجرات والوقود والقذائف. ويتوقع الاتحاد الأوروبي الآن إنتاج مليوني قذيفة مدفعية بحلول عام 2025، وهي قفزة كبيرة مقارنةً بـ 230 ألف طلقة سنويًا في أوائل عام 2023.

مادة خام رئيسية للذخيرة الحديثة

يُعد النيتروسليلوز جوهر إنتاج المدفعية، وهو مكون أساسي يُستخدم لدفع القذائف لمسافات طويلة. فعلى سبيل المثال، تعتمد مدافع الهاوتزر الحديثة على شحنات معيارية مصنوعة من النيتروسليلوز لإطلاق قنابل يدوية عيار 155 ملم لمسافة تزيد عن 40 كيلومترًا. ومع تزايد الطلب على القذائف، تزداد الحاجة إلى إمدادات ثابتة من النيتروسليلوز أهميةً. تُكثّف شركة راينميتال بالفعل إنتاجها من قذائف المدفعية، وتسعى للوصول إلى طاقة إنتاجية تبلغ 1.1 مليون قذيفة عيار 155 ملم سنويًا بحلول عام 2027. ومع إضافة مصنع هاجيدورن-إن سي، سيُوسّع مصنع راينميتال لإنتاج النيتروسليلوز إلى أربعة مواقع، ليُضاف إلى مصانعها الحالية في سويسرا وإسبانيا وجنوب إفريقيا.

منافسة متزايدة في سوق النيتروسليلوز

يأتي هذا الاستحواذ في أعقاب خطوة مماثلة اتخذتها مجموعة تشيكوسلوفاكيا (CSG) التشيكية، التي اشترت قسم النيتروسليلوز التابع لشركة “إنترناشونال فليفورز آند فراجرانسز” الأمريكية في ألمانيا في نوفمبر الماضي. وتعتزم CSG توسيع إنتاج النيتروسليلوز لأغراض الذخيرة، إلى جانب تطبيقاته الصناعية.

يُعد النيتروسليلوز، المُستخلص من وبر القطن أو لب الخشب، أساسيًا في تصنيع المدفعية. حظر الاتحاد الأوروبي تصدير النيتروسليلوز إلى روسيا منذ أبريل 2022، وكذلك سلفه، لب القطن، منذ يونيو 2023.

استحواذ استراتيجي

لا يزال الاستحواذ على Hagedorn-NC بانتظار موافقة هيئة مكافحة الاحتكار، لكن راينميتال تعتبره خطوة مهمة في ترسيخ مكانتها كمورد رئيسي للذخيرة ذات العيار الكبير داخل حلف شمال الأطلسي (الناتو). وتتوقع الشركة أن يضمن هذا الاستحواذ إمدادًا مستقرًا ومستقلًا للمكونات الأساسية على المدى الطويل.

سيضيف توسع راينميتال 90 موظفًا إلى قوتها العاملة، بينما سيجلب استحواذ CSG أكثر من 350 موظفًا جديدًا إلى عملياتها في والسروده، ألمانيا.

توسع قدرة إنتاج الذخيرة في أوروبا

في جميع أنحاء أوروبا، تُبذل جهود لزيادة إنتاج المتفجرات والوقود، في أعقاب نقص القذائف في أوكرانيا والتحديات التي يواجهها حلف شمال الأطلسي في تلبية احتياجات الذخيرة. استأنفت فرنسا مؤخرًا إنتاج البارود المتفجر في منشأة بيرجيراك التابعة لشركة يورنكو، والتي كانت قد توقفت عام ٢٠٠٧. وفي الدنمارك، اختيرت شركة نامو النرويجية في مارس/آذار لإعادة إحياء مصنع ذخيرة كان قد أُغلق عام ٢٠٢٠.

كما التزمت بولندا باستثمار ٣ مليارات زلوتي (٧٦٠ مليون دولار) في إنتاج الذخيرة محليًا، مع التركيز على قذائف ١٥٥ ملم. بالإضافة إلى ذلك، دخلت بولندا في شراكة مع شركتي جروبا أزوتي وبولسكا جروبا زبروينيووا لإنشاء مرافق لإنتاج النيتروسليلوز والوقود الدافع.

عمليات راينميتال الحالية في مجال النيتروسليلوز

تُنتج راينميتال بالفعل النيتروسليلوز من خلال مشروعها المشترك “نيتروكيمي” مع شركة رواج إم آر أو هولدينغ في موقع بمدينة ويميس السويسرية، كما تُدير مرافق في مورسيا بإسبانيا وويلينغتون بجنوب أفريقيا.

تُنتج شركة هاجيدورن-إن سي، الواقعة في أوسنابروك بألمانيا، بشكل رئيسي مادة النيتروسليلوز للاستخدامات الصناعية، مثل الورنيش وأحبار الطباعة. ويمثل هذا الاستحواذ خطوةً أساسيةً في ضمان قدرات إنتاج الذخيرة طويلة الأمد لشركة راينميتال.

إقرأ ايضًا:

نيوزيلندا تتعهد بزيادة الإنفاق الدفاعي في ظل التوترات الإقليمية

محمود فرحان

محمود أمين فرحان، صحفي خارجي متخصص في الشؤون الدولية، لا سيما الملف الروسي الأوكراني. يتمتع بخبرة واسعة في التغطية والتحليل، وعمل في مواقع وصحف محلية ودولية. شغل منصب المدير التنفيذي لعدة منصات إخبارية، منها "أخباري24"، "بترونيوز"، و"الفارمانيوز"، حيث قاد فرق العمل وطور المحتوى بما يواكب التغيرات السريعة في المشهد الإعلامي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى