عربي وعالمي

مكافأة ب30 مليار دولار لإبقاء إيلون ماسك في تسلا: صفقة مثيرة للجدل تعيد رسم مستقبل الشركة

تسلا تعيد إحياء صفقة إيلون ماسك: 30 مليار دولار مقابل البقاء

في خطوة غير مسبوقة أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط المالية والإعلامية، أعلنت شركة تسلا أن مجلس إدارتها وافق على منح المدير التنفيذي إيلون ماسك حزمة أسهم بقيمة تقارب 30 مليار دولار، في محاولة “لتحفيزه وتركيز جهوده على مستقبل الشركة”، كما جاء في بيان رسمي وُجه إلى المساهمين.

صفقة إنقاذ أم رضوخ للابتزاز؟

القرار، الذي تم تمريره من خلال لجنة خاصة مكونة فقط من رئيسة المجلس روبين دينهولم والمديرة كاثلين ويلسون-تومسون، يأتي بعد تهديدات متكررة من ماسك بأنه سيغادر تسلا في حال لم يُمنح المزيد من السيطرة والأسهم، ملوّحًا بالتفرغ الكامل لإمبراطورياته الأخرى مثل سبيس إكس وxAI ونيورالينك.

وقالت اللجنة في رسالتها:

“الاحتفاظ بإيلون أكثر أهمية من أي وقت مضى. نثق أن هذه الحزمة ستحفّزه للبقاء معنا، وتُعيد توجيه تركيزه نحو قيادة تسلا نحو مرحلتها القادمة من النمو”.

تفاصيل الحزمة الجديدة

ستُمنح لماسك 96 مليون سهم من أسهم الشركة.

 

سترتفع حصة ماسك في تسلا من أقل من 13% إلى نحو 16%.

 

لتفعيل الحزمة، يتعين عليه دفع 23.34 دولارًا للسهم الواحد عند تفعيلها.

 

يجب أن يبقى في منصب قيادي لمدة عامين على الأقل.

 

تخضع الحزمة لفترة حظر بيع تمتد إلى 5 سنوات.

 

لكن اللافت هو أن هذه المنحة مشروطة:

إذا تم إلغاء حكم المحكمة في ولاية ديلاوير الذي أبطل حزمة ماسك السابقة (بقيمة 56 مليار دولار)، فإن ماسك سيتنازل عن الحزمة الجديدة لتجنب “الازدواجية” في التعويض.

خلفية قضائية ومأزق سياسي

قرار مجلس الإدارة يأتي في وقت بالغ الحساسية بالنسبة لتسلا، خاصة بعد الحكم التاريخي الذي أصدرته القاضية كاثلين ماكورميك في يناير 2024، والتي اعتبرت أن حزمة ماسك السابقة “مفرطة وغير عادلة” وأن مجلس الإدارة كان خاضعًا لنفوذه. القرار شكّل ضربة قانونية نادرة للرجل الذي يوصف بأنه لا يُهزم في عالم الشركات العملاقة.

بالتوازي، يعاني ماسك من توتر شديد في علاقته مع الرئيس دونالد ترامب، الذي فرض سياسات مناهضة للسيارات الكهربائية، ما أضر بمبيعات تسلا في أوروبا وأسواق رئيسية أخرى، ودفع ماسك للتعهد بإعادة تركيز جهوده على تسلا.

تسلا تراهن على المستقبل بقيادة ماسك

المجلس برّر الحزمة الجديدة بأنها خطوة ضرورية لضمان قيادة ماسك لتسلا في مشاريعها المستقبلية الطموحة، خصوصًا في:

 

الذكاء الاصطناعي.

 

القيادة الذاتية الكاملة.

 

الروبوتات البشرية.

 

وأكدت روبين دينهولم أن فقدان ماسك “لن يكون مجرد خسارة لرائد تقني، بل لخريطة قيادة تجذب أفضل العقول إلى تسلا.”

خطوة نحو استثمار في xAI؟

الوثائق المُعلنة لم تغلق الباب أمام مفاجآت أخرى، إذ أشارت إلى إمكانية استثمار تسلا في شركة xAI التابعة لماسك، كوسيلة لتعزيز السيطرة المتبادلة بين كياناته. ورغم أن ماسك أكد سابقًا أنه لا يفضل دمجًا كاملاً بين الشركتين، إلا أنه لمح على منصة X مؤخرًا إلى احتمال طرح الفكرة للتصويت بين المساهمين.

الجدير بالذكر أن سبيس إكس استثمرت الشهر الماضي مبلغ 2 مليار دولار في xAI، ما يعزز التكهنات حول إعادة هيكلة كبرى في إمبراطورية ماسك التكنولوجية.

تأثير فوري على السوق والمستثمرين

عقب الإعلان، ارتفعت أسهم تسلا بنسبة 2% لتصل إلى 309 دولارات، في إشارة إلى ترحيب السوق مؤقتًا بهذه الخطوة التي أنهت حالة عدم اليقين حول مستقبل ماسك داخل الشركة.

المحلل في “ويدبوش”، دانيال آيفز، علّق قائلًا:

“هذه الحزمة ستبقي ماسك في تسلا على الأقل حتى عام 2030. كانت هناك ضغوط هائلة على السهم بسبب حالة التذبذب منذ بداية النزاع القانوني في ديلاوير، واليوم تم رفع هذا الضغط جزئيًا.”

سؤال مفتوح: من يُسيّر من؟

رغم الترحيب الظاهري، تطرح هذه التطورات أسئلة مزعجة عن مدى نفوذ ماسك داخل الشركة، وهل مجلس الإدارة يتحرك بدافع المصلحة المؤسسية، أم أنه واقع تحت تأثير شخصية لا يمكن السيطرة عليها؟

في نهاية المطاف، يبدو أن تسلا رهنت مستقبلها بالكامل على رجل واحد، بكل ما يحمله من عبقرية… ومزاجية.

اقرا ايضا

الشرطة البريطانية تطلق نداء عاماً للتعرف على 40 شخطا من مثيري الشغب في أحداث صيف 2024

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى