بوتين يعلن هدنة مؤقتة بمناسبة عيد الفصح في أوكرانيا
روسيا تستعيد 99% من أراضي كورسك وسط دعوات للتهدئة

في خطوة مفاجئة تحمل أبعادًا إنسانية ورسائل سياسية، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مساء السبت، 19 أبريل 2025، عن وقف مؤقت لإطلاق النار في أوكرانيا تزامنًا مع احتفالات عيد الفصح. الهدنة، التي تبدأ من الساعة السادسة مساءً بتوقيت موسكو وحتى منتصف ليل الأحد، تأتي بحسب بوتين “بدافع من الاعتبارات الإنسانية”، في محاولة لتهدئة الأوضاع على جبهات القتال خلال مناسبة دينية لها رمزية خاصة. وقد أصدر بوتين أوامر صريحة للقوات الروسية بوقف جميع الأعمال العسكرية خلال هذه الفترة، مشددًا في الوقت ذاته على ضرورة البقاء في حالة تأهب تحسبًا لأي “استفزازات محتملة” من الجانب الأوكراني. ويعكس هذا الإعلان رغبة موسكو في الظهور بمظهر الطرف المنفتح على التهدئة، رغم استمرار العمليات العسكرية واتهامات متبادلة بين الطرفين بانتهاك اتفاقيات سابقة. من جانبها، لم تصدر كييف تعليقًا رسميًا على الدعوة الروسية، في حين تترقب الأوساط الدولية مدى التزام الطرفين بهذا الوقف المؤقت للقتال.
وقال بوتين في تصريح نقله وكالة Associated Press (AP):
“استرشادًا بالاعتبارات الإنسانية، نُعلن من الساعة 18:00 مساءً اليوم حتى منتصف ليل الأحد-الاثنين، وقفًا لإطلاق النار من الجانب الروسي. وقد أمرتُ بوقف جميع العمليات العسكرية خلال هذه الفترة”.
وأضاف بوتين أنه يفترض أن الجانب الأوكراني سيتبع المثال الروسي، لكنه شدد في الوقت ذاته على ضرورة أن تكون القوات الروسية في حالة استعداد “لصد أي خروقات محتملة أو استفزازات عدوانية من قبل العدو”، وفقًا لما نقلته وكالة Reuters.
روسيا تستعيد السيطرة على معظم أراضي هجوم كورسك
في تطور عسكري موازٍ، أعلن رئيس أركان الجيش الروسي فاليري غيراسيموف أن القوات الروسية استعادت ما نسبته 99.5% من الأراضي التي كانت القوات الأوكرانية قد سيطرت عليها في منطقة كورسك خلال توغل سابق في أغسطس الماضي.
وأشار غيراسيموف في اجتماع تلفزيوني مع بوتين – وفقًا لما نقلته Agence France-Presse (AFP) – إلى أن القوات الروسية استعادت ما مساحته 1,260 كيلومترًا مربعًا. إلا أن هذه المزاعم لم يتم التحقق منها بشكل مستقل حتى الآن، بحسب The Guardian.
تحذيرات من خروقات محتملة للهدنة
رغم الإعلان عن الهدنة، أبقى الكرملين على لهجة الحذر تجاه نوايا الجانب الأوكراني. فقد شدد بوتين خلال لقائه غيراسيموف على ضرورة الحفاظ على الجاهزية الكاملة لصد أي هجوم مفاجئ أو خرق محتمل للهدنة.
يأتي ذلك بعد أيام من تبادل الاتهامات بين موسكو وكييف بشأن هجمات على منشآت للطاقة، رغم وجود اتفاق تهدئة تم التوصل إليه في مارس الماضي برعاية أمريكية، يقضي بعدم استهداف البنية التحتية للطاقة لدى الطرفين.
إصابات وهجمات رغم أجواء التهدئة
وعلى الأرض، أعلنت السلطات الأوكرانية، وفقًا لموقع Kyiv Independent، أن الهجمات الروسية خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية تسببت بإصابة ما لا يقل عن ستة أشخاص. وذكرت القوات الجوية الأوكرانية أنها اعترضت 33 طائرة مسيرة من أصل 87 أطلقتها روسيا، بينما تبيّن أن 36 طائرة منها كانت خداعية.
موقف أمريكي وتطورات دبلوماسية
وفي تطور سياسي لافت، أفادت وكالة Bloomberg أن الإدارة الأمريكية تدرس إمكانية الاعتراف بالسيطرة الروسية على شبه جزيرة القرم كجزء من اتفاق سلام شامل بين موسكو وكييف. ومع ذلك، لم يتم اتخاذ قرار نهائي بهذا الشأن، ورفض البيت الأبيض ووزارة الخارجية التعليق.
من جهته، شدد الكاردينال بيترو بارولين، وزير خارجية الفاتيكان، خلال لقائه بنائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس، على أهمية الحفاظ على وحدة الأراضي الأوكرانية، مؤكدًا أن أي اتفاق سلام يجب أن يكون قائمًا على الاحترام المتبادل، لا أن يُفرض على أحد الطرفين.
ما المدلول من الهدنة
تعكس هدنة عيد الفصح الروسية في أوكرانيا محاولة رمزية لخفض التصعيد، لكنها تأتي وسط تصعيد ميداني ودبلوماسي متواصل. وبينما ترحّب بعض الجهات بوقف مؤقت للأعمال القتالية، يبقى الالتزام الفعلي على الأرض رهن التطورات والتوازنات العسكرية بين الطرفين.